مسائله الاختلاف بين المختلفين من علماء الدين والمحققين من المجتهدين : أحببت أن أكون حكماً بينه وبينهم ثم بينهم أنفسهم عند اختلافهم في ذات بينهم ، فمن كان أهلاً للترجيح ومتأهلاً للتقسيم والتصحيح فهو إن شاء اللّه سيعرف لهذا التعليق قدره ويجعله لنفسه مرجعاً ولما ينوبه ذخراً ، وأمّا من لم يكن بهذا المكان ولا بلغ مبالغ أهل هذا الشأن ولا جرى مع فرسان هذا الميدان فهو حقيق بأن يقال له : « ماذا يغشّك ياحمامة فادرجي » وقد طبع الكتاب في مجلدات أربعة قام بطبعه المجلس الأعلى للشوَون الاِسلامية بعد قيام الجمهورية العربية في اليمن. وذلك أيضاً في طريق أهدافه من هدم آثار الاِمامة في اليمن ولو بيد علمائها.
وفي الختام نذكر تأليفه المفيد وهو « البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع » ، ألّفه لغاية خاصة وهو أنّ الخلف ليس بأقل من السلف ، ولامسوغ للتقليد لأئمّة الفقه بل يجب التحرر عن الالتزام بفقه إمام خاص ، قال في مقدمته : فإنّه لما شاع على ألسن جماعة من الرعاع ، اختصاص سلف هذه الأمّة بإحراز فضيلة السبق في العلوم دون خلفها. حتى اشتهر عن جماعة من أهل المذاهب الأربعة تعذّر وجود مجتهد بعد المائة السادسة كما نقل عن البعض ، أو بعد المائة السابعة كما زعمه آخرون. وكانت هذه المقالة بمكان من الجهالة لا يخفى على من له أدنى حظّ من علم ، وأنزر نصيب من عرفان ، وأحقر حصة من فهم ، لأنّها قصر للتفضّل الاِلهي ، والفيض الرباني على بعض العباد دون البعض ، وعلى أهل عصر دون عصر ، وأبناء دهر دون دهر بدون برهان ولا قرآن على أنّ هذه المقالة المخذولة والحكاية المرذولة تستلزم خلو هذه الأعصار المتأخرة عن قائم بحجج اللّه ، ومترجم عن كتابه وسنّة رسوله ، ومبيّن لما شرعه لعباده ، وذلك هو ضياع الشريعة بلا مرية ، وذهاب الدين بلا شك وهو تعالى قد تكفّل بحفظ دينه