وليس المراد حفظه في بطون الصحف والدفاتر ، بل إيجاد من يبيّنه للناس في كل وقت وعند كل حاجة.
حداني ذلك إلى وضع كتاب يشتمل على تراجم أكابر العلماء من أهل القرن الثامن ومن بعدهم مما بلغني خبره إلى عصرنا هذا ، ليعلم صاحب تلك المقالة أنّ اللّه وله المنّة قد تفضل على الخلف كما تفضل على السلف ، بل ربما كان في أهل العصور المتأخرة من العلماء المحيطين بالمعارف العلمية على اختلاف أنواعها ، من يقلّ نظيره من أهل العصور المتقدمة كما سيقف على ذلك من أمعن النظر في هذا الكتاب وحلّ عن عنقه ، عرى التقليد وقد ضممت إلى العلماء من بلغني خبره من العباد والخلفاء والملوك والروَساء والأدباء ولم أذكر منهم إلاّ من له جلالة قدر ونبالة ذكر وفخامة شأن دون من لم يكن كذلك (١).
وطبع الكتاب في جزئين يشتمل الجزء الأوّل على ٣٥٤ ترجمة للشخصيات العلمية والسياسية ، وقد وقع الخطأ في أرقام تراجم الجزء الثاني فالظاهر منه أنّ الجزئين يحتوي على ترجمة ٥٩٦ شخصية وقد فرغ من تأليف الكتاب عام ١٢١٣ هـ.
ثم إنّ النسابة المعروف اليمني محمد بن محمد بن يحيى بن زبارة ، ذيّله بملحق ، أتى فيه بترجمة ٤٤٠ شخصية من مشاهير اليمن لكن على وجه الاختصار ، وقد ترجم من عثر عليه من تراجم من بعد القرن السابع إلى أثناء القرن الثاني عشر من رجال اليمن الميمون ، ولم يسجّل فيه تراجم الرجال الذين ذكروا في كتاب « نيل الأوطار من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث » ألّفه في القاهرة عام ١٣٤٨ هـ شكر اللّه مساعيه.
__________________
١ ـ الشوكاني : البدر الطالع : ١ / ٢.