عام قتل المختار ، أعني : ٦٧ هـ ، أو عام بعده ، فلو أخذ في مقتله بالقول المشهور ، وأنّه استشهد عام ١٢٢ هـ ، يكون عمره عند ذاك حوالي ٥٥ سنة.
هذا وتوَيد ذلك روايات تنصّ على أنّ أُمّه حملت زيداً عام الأهداء وإليك نصّها :
١ ـ روى الشيخ أبو القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي ـ من أعلام أوائل القرن الرابع ـ في تفسيره عن الجعفي عن أبيه ، قال : كنت أُدمن الحجّ فأمرّ على علي ابن الحسين عليهماالسلام فأُسلِّمُ عليه ففي بعض حججي غدا علينا علي بن الحسين عليهماالسلام ووجهه مشرق فقال : « جاءني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ليلتي هذه حتى أخذ بيدي فأدخلني الجنّة ، فزوّجني حوراء فواقعتها فعلقته ، فصاح بي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي بن الحسين سمِّ المولود منها زيداً ».
قال : فما قمنا من مجلس عليّ بن الحسين ذلك اليوم ، وعلي بن الحسين عليهماالسلام يقصّ الروَيا حتى أرسل المختار بن أبي عبيدة بأُم زيد أرسل بها إليه المختار ابن أبي عبيدة هدية إلى علي بن الحسين عليهماالسلام شراها بثلاثين ألفاً ، فلما رأينا إشغافه بها تفرّقنا من المجلس ، فلما كان من قابل حججت ومررت على علي بن الحسين ( عليهماالسلام.أ) لأسلِّم عليه فأخرج بزيد على كتفه الأيسر وله ثلاثة أشهر وهو يتلو هذه الآية ويومىَ بيده إلى زيد وهو يقول : « هذا تَأوِيلُ رُوَيايَ مِن قَبلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقّاً » (١).
٢ ـ روى أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي وقال : وعن أبي حمزة الثمالي قال : كنت أزور علي بن الحسين عليهماالسلام في كل سنة مرّة في وقت الحجّ ، فأتيته سنة وإذا على فخذه صبيّ ، فقام الصبي فوقع على عتبة الباب فانشجّ رأسه ، فوثب إليه علي بن الحسين عليهماالسلام مُهَروِلاً فجعل ينشف دمه بثوبه ويقول له :
__________________
١ ـ فرات بن إبراهيم : التفسير : ٢٠٠ ، تحقيق محمد الكاظم. والآية ١٠٠ من سورة يوسف.