أحداً ينالها؟ » قلت : لا ، قال : « واللّه لوددت أن يدي ملصقة بها فأقع إلى الأرض أو حيث أقع ، فأتقطَّع قطعة قطعة وإنّ اللّه أصلح بين أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم » (١).
٦ ـ إنّ زيداً كتَّب كتائبه ، فلمّـا خفقت راياته رفع يده إلى السماء فقال : « الحمد للّه الذي أكمل لي ديني ، واللّه ما يسرني إنّي لقيت محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم آمر أُمّته بمعروف ولم أنههم عن منكر ».
وفي رواية أُخرى : « واللّه إنّي لأستحيي من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا لقيته ولم آمر أُمته بالمعروف ولم أنههم عن المنكر واللّه ما أُبالي إذا أقمت كتاب اللّه وسنّة رسول اللّه إن أُجّجت لي نار وقذفتُ فيها ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة اللّه عزّ وجلّ ، واللّه لا ينصرني أحد إلاّ كان في الرفيق الأعلى مع محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات اللّه عليهم ـ ويحكم أما ترون هذا القرآن بين أظهركم جاء به محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن بنوه ، يا معشر الفقهاء وأهل الحجى أنا حجة اللّه عليكم هذه يدي مع أيديكم ، على أن نقيم حدود اللّه ونعمل بكتابه ... » (٢).
٧ ـ كانت بيعته التي يبايع عليها الناس هي : « إنّا ندعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيه ، وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسوية ورد الظالمين ، وإقفال المجمر ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا ، وجهل حقنا. أتبايعون على ذلك؟ » فإذا قالوا نعم ، وضع يده على يده ثم يقول : « عليك عهد اللّه وميثاقه وذمته أو ذمة رسول اللّه لتفينّ ببيعتي ، ولتقاتلنّ عدوي ، ولتنصحنّ لي في السر والعلانية » فإذا قال نعم مسح يده على يده ، ثم قال : « اللهم اشهد » (٣).
__________________
١ ـ المجلسي : البحار : ٤٤ / ٣٢٩.
٢ ـ أخطب خوارزم : مقتل الحسين : ٢ / ١٠٨.
٣ ـ الطبري : التاريخ : ٥ / ٤٩٢ ، ابن الأثير : الكامل : ٤ / ٢٣٣ ، باختلاف يسير في الكلمات.