٨ ـ ومن كلامه : « إنّا ندعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيه وإلى السنن أنّ تحيى ، وإلى البدع أن تدفع ، فإن أنتم أجبتمونا سعدتم ، وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل » (١).
٩ ـ ومن كلامه المعروف قاله لهشام أنّه : « لم يكره قوم قطُّ حدّ السيف إلاّ ذلّوا » (٢).
١٠ ـ وروى ابن عساكر أنّه قال : « واللّه ما كره قوم الجهاد في سبيل اللّه إلاّ ضربهم اللّه تعالى بالذل » (٣).
١١ ـ وقال أيضاً لهشام : « أنّه ليس أحد يكبر عن تقوى اللّه ، ولا يصغر دون تقوى اللّه » (٤).
إلى غير ذلك من الكلمات التي سيمرّ بعضها عليك في المستقبل. غير أنّ كل ذلك حكم قصيرة يباري فيها ، ما ورثه عن مطلع الفصاحة والبلاغة جدّه الاِمام أمير الموَمنين.
ثم لزيد خطب ، ورسائل ، نكتفي من كل منهما بواحد ، والاِمعان فيهما يعرف مقدرته على إنشاء الكلام البليغ ، وإبداعه المعاني السامية ، في جمل قصيرة وإليك الخطبة ثم الرسالة :
١٢ ـ خطبته التي ، يعرّف فيها موقفه من الخروج وأنّه ليس إلاّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإنهاض المسلمين لاِزالة المروانيّين عن منصة الحكومة الاِسلامية ورد الأمر إلى أهل بيت النبي وإليك نصها :
« يا أيّها الناس إنّ اللّه قد بعث في كل زمان خيرة ، ومن كل خيرة منتجباً
__________________
١ ـ الطبري : التاريخ : ٥ / ٤٩٨ ؛ ابن الأثير : الكامل : ٥ / ٢٤٣.
٢ ـ المفيد : الاِرشاد : ٢٦٩.
٣ ـ مختصر تاريخ دمشق : ٩ / ١٥١.
٤ ـ المسعودي : مروج الذهب : ٣ / ٢٠٦ ، طبعة دار الأندلس ، بيروت.