٥ ـ روى ابن الأثير لما أهانه هشام ، وقال : أُخرج ، قال : أخرج ثم لا أكون إلاّ حيث تكره ، فقال له سالم : يا أبا الحسين لا يظهرن هذا منك ، فخرج من عنده وسار إلى الكوفة ولمّا خرج من مجلس هشام أنشد :
شرّده الخـوف وأزرى به |
|
كذاك من يكره حرّ الجلاد |
منخرق النعلين يشكو الوجى |
|
تنكثه أطراف مرو حداد |
قد كان في الموت له راحة |
|
والموت حتم في رقاب العباد |
إن يحدث اللّه له دولة |
|
تترك آثار العدا كالرماد (١) |
٦ ـ روى السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة نقلاً عن الخوارزمي في مقتله : إنّ أبا الحسين لما رأى الأرض قد طوقت جوراً ورأى قلة الأعوان ، وتخاذل الناس ، كانت الشهادة أحب الميتات إليه فخرج وهو يتمثل بهذين البيتين :
إن المحكم ما لم يرتقب حسداً |
|
لو لم يرهب السيف أو وخز القنا صفا |
من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجباً |
|
موتاً على عجل أو عاش فانتصفا (٢) |
٧ ـ روى ابن الأثير ، قال محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب لزيد : أذكرك اللّه يا زيد ، لما لحقت بأهلك ولا تأتي أهل الكوفة ، فإنّهم لا يفون لك ، فلم يقبل ، فقال له : خُرِجَ بنا أُسراء على غير ذنب من الحجاز ، إلى الشام ثم إلى الجزيرة ثم إلى العراق ، إلى قيس ثقيف يلعب بنا ثم قال :
__________________
١ ـ المسعودي : مروج الذهب : ٣ / ٢٠٦.
٢ ـ الأمين : أعيان الشيعة : ٧ / ١١٦.