٦٣٩ ـ فسيّان بيت العنكبوت وجوسق |
|
رفيع إذا لم تقض فيه الحوائج |
حتّى كأنّه لم يمرّ بسمعه الخبر المنقول عن سيّد البشر أبي البتول حين قال بلسان الإعلان : «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان» (٢). وهذا الخبر ذكره القضاعي في شهابه في الباب الرابع من أبوابه ، وذكر أيضا قوله : «إنّ لله عبادا خلقهم لحوائج النّاس». وذكر الهرويّ (٣) في كتابه (الغريبين) قوله ـ عليه السّلام ـ «اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه» (٤) وقوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ «إيّاكم والأقواد ، قالوا : يا رسول الله وما الأقواد؟ فقال : هو الرّجل يكون منكم أميرا فيأتيه المسكين والأرملة فيقول لهم مكانكم حتّى أنظر في حوائجكم ويأتيه الغني فيقول : عجّلوا في قضاء حاجته» (٥).
وذكر ابن خالويه في شرحه (مقصورة ابن دريد) ، عند ذكر فضل الخيل أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال : «التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم المحجّل الثلاث المطلق اليد اليمنى».
فهذا ما جاء من الشّواهد النّبويّة وروته الثّقات من الرّواة المرضيّة على صحّة هذه اللّفظة.
وأمّا ما جاء من ذلك في أشعار العرب فكثير ، من ذلك ما أنشده أبو زيد وهو قول أبي سلمة المحاربيّ : [الوافر]
٦٤٠ ـ ثممت حوائجي ووذأت بشرا |
|
فبين معرّس الرّكب السّغاب |
وأنشد أيضا للراجز :
٦٤١ ـ يا ربّ ربّ القلص النّواعج |
|
مستعجلات بذوي الحوائج |
وقال الشّمّاخ : [الوافر]
٦٤٢ ـ تقطّع بيننا الحاجات إلّا |
|
حوائج يعتسفن مع الجريء |
__________________
٦٣٩ ـ الشاهد لبديع الزمان الهمذاني في لسان العرب (حوج) ، وتاج العروس (حوج).
(١) الحديث في مسند الشهاب للقضاعي (١ / ٤١٢) رقم (٧٠٧) بالكتمان لها.
(٢) لم أعثر على الحديث في الكتب المختصّة.
(٣) الهروي : أحمد بن محمد الباشاني صاحب كتاب (الغريبين).
(٤) الحديث في شهاب القضاعي (ص ٢٢).
٦٤٠ ـ الشاهد لأبي سلمة المحاربي في لسان العرب (حوج) و (ثمم) ، والتنبيه والإيضاح (١ / ٣٤).
٦٤١ ـ الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (حوج).
٤٦٢ ـ الشاهد للشّماخ في ديوانه (ص ٤٦٣) ، والرواية فيه «الجريّ» ، ولسان العرب (حوج).