وقال ابن هرمز : [الكامل]
٦٥٢ ـ إنّي رأيت ذوي الحوائج إذ عروا |
|
فأتوك قصرا أو أتوك طروقا |
فقد وجب ببعض هذا سقوط قول المخالف حين وجبت الحجّة عليه ، ولم يبق له دليل يستند إليه.
وأنا أتبع ذلك بأقوال العلماء ليزداد القول في ذلك إيضاحا وتبيينا. قال الخليل في كتاب العين في فصل (راح) : «يقال : يوم راح وكبش ضاف على التّخفيف من رائح وضائف بطرح الهمزة كما قال الهذليّ :
٦٥٣ ـ [وغيّره ماء الورد فاها فلونه |
|
كلون النّؤور] وهي أدماء سارها |
أي : سائرها ، وكما خفّفوا الحاجة من الحائجة ، ألا تراهم جمعوها على حوائج». انقضى كلام الخليل. وقد أثبت صحّة (حوائج) ، وأنّها من كلام العرب وأنّ (حاجة) مجذوذة من (حائجة). وإن كان لم ينطق بها عنده. وكذلك ذكرها عثمان بن جني في كتابه (اللّمع). وحكى المهلّبي عن ابن دريد أنّه قال : حاجة وحائجة وكذلك حكي عن أبي عمرو بن العلاء أنّه يقال : في نفسي حاجة وحائجة وحوجاء والجمع حاجات وحوائج وحاج وحوج وأنشد البيت المتقدّم (٢) : [الطويل]
صريعي مدام [ما يفرّق بيننا |
|
حوائج من إلقاح مال ولا نخل] |
ـ البيت ـ. وذكر ابن السّكّيت في كتابه المعروف بالألفاظ قريبا من آخره ـ باب الحوائج : «يقال : في جمع حاجة حاجات وحاج وحوج وحوائج».
وقال (٣) سيبويه : فيما جاء في تفعّل واستفعل بمعنى ـ يقال : تنجّز فلان حوائجه واستنجز حوائجه.
وذهب قوم من أهل اللّغة إلى أنّ (حوائج) يجوز أن يكون جمع (حوجاء) وقياسها (حواج) مثل (صحار) ثمّ قدّمت الياء على الجيم فصارت (حوائج). والمقلوب من كلام العرب كثير وشاهد (حوجاء) قول أبي قيس بن رفاعة : [البسيط]
__________________
٦٥٣ ـ الشاهد لأبي ذؤيب الهذليّ في الحيوان (٧ / ٢٥٥) ، وشرح أشعار الهذليين (١ / ٧٣) ، ولسان العرب (حوج) و (سير) ، والمقتضب (١ / ١٣٠) ، ونوادر أبي زيد (ص ٢٦) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ٨٠٧) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٥٨٤).
(١) مرّ الشاهد رقم (٣٤٥).
(٢) انظر الكتاب (٤ / ١٨٥).