الواو الضّمة لأنّ الواو إذا كانت مضمومة ضمّا لغير إعراب أو غير ما يشاكل الإعراب جاز أن تحوّل همزة ، كما قالوا أقّتت ووقّتت وحمائم ورق وأرق ووشّحت وأشّحت ، قال الهذليّ : [الطويل]
٧٠٤ ـ أبا معقل إن كنت أشّحت حلّة |
|
أبا معقل فانظر بسهمك من ترمي |
وقال حميد بن ثور الهلاليّ : [الطويل]
٧٠٥ ـ وما هاج هذا الشّوق إلّا حمامة |
|
دعت ساق حرّ نوحة وترنّما |
من الأرق حمّاء العلاطين باكرت |
|
عسيب أشاء مطلع الشّمس أسحما |
وقد ذكر الفارسيّ هذا البيت مهموزا : [الوافر]
٧٠٦ ـ أحبّ المؤقدين إليّ مؤسى |
|
وحزرة لو أضاء لي الوقود |
وعلى مجاورة الضمّة جاز الهمز في (سوق) جمع (ساق) في قراءة من قرأ كذلك. ويجوز أن يكون جمع على فعل مثل أسد ، فيمن ضمّ السّين ثمّ همزت الواو ودخلها السكون بعد أن ذهب فيها حكم الهمز.
وإذا قيل : إنّ موسى : فعلى ، فإن جعل أصله الهمز وافق فعلى من مأس بين القوم : إذا أفسد بينهم. قال الأفوه : [السريع]
٧٠٧ ـ إمّا تري رأسي أزرى به |
|
مأس زمان ذي انتكاس مؤوس |
ويجوز أن يكون فعلى من ماس يميس فقلبت الياء واوا للضّمة كما قالوا : (الكوسى) من الكيس ولو بنوا : الفعلى من قولهم : هذا أعيش من هذا وأغيظ منه لقالوا : العوشى والغوظى.
فإذا سمعت ذلك منهما قلت : لله درّكما لم أكن أحسب أنّ الملائكة تنطق بمثل هذا الكلام وتعرف أحكام العربيّة ، فإن غشي عليّ من الخيفة ثمّ أفقت وقد أشارا إليّ بالإرزبّة (٥) قلت : تثبّتا رحمكما الله!
__________________
٧٠٤ ـ الشاهد لمعقل بن خويلد الهذليّ في شرح أشعار الهذليين (ص ٣٨٣) ، واللسان (وشح).
٧٠٥ ـ البيتان لحميد بن ثور في ديوانه (ص ٢٤) ، والبيت الأول في اللسان (حرر) و (سوق) و (حمم) ، ومقاييس اللغة (٢ / ٦) ، ومجمل اللغة (٢ / ٨) ، وتاج العروس (حرر) و (علط) ، والثاني في لسان العرب (علط) و (سفع).
٧٠٦ ـ الشاهد لجرير في ديوانه (ص ٢٨٨) ، والخصائص (٢ / ١٧٥) ، وبلا نسبة في المنصف (٢ / ٢٠٣) ، وسرّ صناعة الإعراب (ص ٩٠) ، وشرح الشافية (٣ / ٢٠٦).
٧٠٧ ـ انظر الطرائف الأدبية (ص ١٦).
(١) الإرزبّة : عصيّة من حديد.