الدار» كلام مفيد ، ولو قلت : «زيد عنك راحلا» و «محمّد فيك راغبا» لم يجز لأنّك أسقطت (راحلا) و (راغبا) فقلت : «زيد عنك» و «محمّد فيك» لم يكن كلاما مفيدا ، فإذا لا يصحّ إلّا أن ترفع (راحلا) و (راغبا) وتعلّق الجارّين بهما.
ووجدت بعد انقضاء هذه الأمالي في كتاب عتيق يتضمّن المختار من شعر الجعديّ : «لا أنا باغيا سواها» ، فهذه الرواية تكفيك تكلّف الكلام على (مبتغ).
فأمّا قوله : «يؤلّل عصلا» فمعنى يؤلّل : يحدّد أنيابا عصلا ، والعصل : شدّة النّاب مع اعوجاج فيه ، وهو ناب أعصل. والبنى : جمع بنية ، يريد أصول الأنياب.
وقوله «هينة» : مخفّف هيّنة ، كقولهم في ميّت : ميت ، وكما جاء في الحديث : «المؤمن هين لين».
والنّوابي : من قولهم نبا السّيف ينبو إذا ضربت به فرجع إليك ولم يعمل في الضّريبة.
وقول رؤبة : «تحشّ الطّبّخ» ، يقال : حششت النّار أحشّها إذا أذكيتها ، والطّبّخ : واحدهم طابخ ، كساجد وسجّد ، وراكع وركّع ، شبّه ملائكة النّار بالطبّاخين. وقوله : «حين لا مستصرخ» أي : حين لا أحد هناك يستصرخ كما يوجد ذلك في الدّنيا.
وقول سعد بن مالك : «وضعت أراهط» (١) ، ذكر (أراهط) أبو عليّ في باب ما جاء بناء جمعه على غير بناء واحده كقولهم في جمع (باطل) : أباطيل ، كأنّه جمع إبطال أو إبطيل ، و (أراهط) كأنّه جمع (أرهط). قال : و (أفعل) لم يستعمل عنده في هذا ، ـ «قوله عنده يعني سيبويه ، وقوله : وأفعل لم يستعمل عنده في هذا» يعني أنّه لم يثبت عنده أنّهم جمعوا (الرّهط) الذي هو العصابة دون العشرة على (أرهط) ، ولكنّهم استعملوا الأرهط في الرّهط الذي هو أديم تلبسه الحائض ، يكون قدره ما بين السّرّة إلى الرّكبة. وغير سيبويه قد حكى في (الرّهط) الذي هو العصابة أنّهم جمعوه على (أرهط) ، وجمعوا الأرهط على (الأراهط) ، كما جمعوا الكلب على الأكلب ثمّ جمعوا الأكلب على الأكالب.
وممّا جمعوه على غير قياس (حديث) ، قالوا في جمعه أحاديث ، وأحاديث كأنّه جمع إحداث ، كإعصار وأعاصير. ولا يجوز أن يكون (أحاديث) جمع
__________________
(١) يشير إلى قول سعد بن مالك :
يا بؤس للحرب التي |
|
وضعت أراهط فاستراحوا |