ارتفع (الملام) عطفا على (حديثك) ، وانتصب بواو (مع) ، وانجرّ عطفا على الكاف في (حديثك).
أرمي زماني ما رمى |
|
للعرض حتّى لا يرام |
قد جاء الفعل بعد (حتّى) مرفوعا ومنصوبا كقوله تعالى : (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) [البقرة : ٢١٤]. وأمّا الكسر فلا سبيل إليه إلّا بزيادة الياء في (يرام) فيصير (يرامي) من المراماة ، ويصير المعنى : لا أزال أرمي الزّمان حتّى يترك مراماتي.
إنّي أرى العيش الخمو |
|
ل وصحبة الأشرار ذام |
«صحبة الأشرار» مبتدأ ، و (ذام) خبره ، ويجوز نصبهما معا ب (أرى) ، والذام الذّمّ ، وإذا زدت على (ذام) الياء صار بلفظ المخفوض ، وتضيفه إليك.
كم حاسدين معاندي |
|
ن عدوا عليّ وكم لئام |
قد جاء بعد (كم) المرفوع والمنصوب والمجرور ، قال الفرزدق : [الكامل]
٧٣٩ ـ كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
[فدعاء قد حلبت عليّ عشاري] |
روي برفع (عمّة) ونصبها وجرّها.
ربّ امرئ عاينته |
|
لهجا بسبي مستهام |
الأخفش يقول : (ربّ) وما عملت فيه في موضع رفع ، فيكون رفع (مستهام) على الصفة لامرئ على الموضع ، ونصبه ب (عاينته) ، وجرّه نعت (امرئ) على اللّفظ.
بين العدوّ غدوت مض |
|
طرّا بصحبته أسام |
(أسام) بالرّفع مضارع من سام ، وبالفتح بمعنى : أسامى ، مبنيّ للمفعول ، وبالكسر أي : أسامي ، يقول : اضطرّني الزمان حتّى أفاخر من يفاخرني.
لا غرو في تفضيله |
|
هذا الزمان علا اللّئام |
ارتفع (اللّئام) على أنّ (علا) فعل ماض من العلوّ ، وانتصب كذلك على أنّ فاعله ضمير أي : علا هو اللّئام ، أي زاد عليهم في اللّؤم ، وانجرّ على أنّ (علا) اسم بمعنى فوق بجرّها. ويغلط النحاة ، ويسمّونها حرفا كقولهم : زيد على الفرس ، وإنّما التقدير : فوق الفرس. وأنشد سيبويه : [الرجز]
__________________
٧٣٩ ـ الشاهد للفرزدق في ديوانه (١ / ٣٦١) ، والكتاب (٢ / ٦٨) ، وأوضح المسالك (٤ / ٢٧١) ، وخزانة الأدب (٦ / ٤٥٨) ، والدرر (٤ / ٤٥) ، وشرح التصريح (٢ / ٢٨٠) ، وشرح شواهد المغني (١ / ٥١١) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٥٣٦) ، وشرح المفصّل (٤ / ١٣٣).