من اقتباس الأحكام من فتاواه ، أينما توجّهت تسأله عن آية من التفسير وينبّهك على تصحيح التقرير ، جاش منك الحميّة فشرعت تجحد فضله وتنكر سبقه ، هيهات هيهات : [السريع]
٥٩٤ ـ [لا نسب اليوم ولا خلّة] |
|
اتّسع الخرق على الرّاقع |
وقولك : «راعيت فيه طريق التعظيم والإجلال» ، نعم هذا كان الواجب عليك ، لأنّك أنت السائل ، والسائل كالمتعلّم والمسؤول منه كالمعلّم ، فالواجب عليك تعظيمه ، وعليه أن يرشدك ، وقد فعل بأن هداك إلى تصحيح السؤال ، وقولك : «فأنّى رأى نفسه أهلا لهذا الخطاب» قلت : من فضل الله العظيم بأن جعله أستاذ العلماء في زمانه (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) [النساء : ٥٤] ، ولقد أحسن بديع الزمان حيث قال (١) : [الوافر]
٥٩٥ ـ أراك على شفا خطر مهول |
|
بما آذيت نفسك من فضول |
طلبت على تقدّمنا دليلا |
|
متى احتاج النّهار إلى دليل |
وقولك : هلّا درأه عن نفسه إلى من هو أجلّ منه قدرا وأنور بدرا» فالجواب عنه من وجهين :
الأول : أنّك بعثت إليه وسألت منه ، فصار كفرض العين بالنسبة إليه ، فلذا قال ما حاصله أنّ السؤال يحتاج إلى التصحيح بالنظر الدقيق ، ليصير مستحقا للجواب من أهل التدقيق.
والثاني : قل لي من كان في تبريز ذلك الزمان ممّن يماثله أو يدانيه؟
وقولك : «في هذه البلدة من زعماء التحرير وفحول النّحارير» فمسلّم ، لكن كلّهم أو أكثرهم تلامذته أو تلامذة تلامذته ، وهذا لا ينكره غير جاهل مارد أو جاحد
__________________
٥٩٤ ـ الشاهد لأنس بن العباس بن مرداس في تخليص الشواهد (ص ٤٠٥) ، والدرر (٦ / ١٧٥) ، وشرح التصريح (١ / ٢٤١) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٦٠١) ، ولسان العرب (قمر) و (عتق) ، والمقاصد النحوية (٢ / ٣٥١) ، وله أو لسلامان بن قضاعة في شرح أبيات سيبويه (١ / ٥٨٣) ، ولأبي عامر جدّ العباس بن مرداس في ذيل سمط اللآلي (ص ٣٧) ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (١ / ٤٢١) ، وأوضح المسالك (٢ / ٢٠) ، وشرح الأشموني (١ / ١٥١) ، وشرح شذور الذهب (ص ١١٢) ، وشرح ابن عقيل (ص ٢٠٢) ، وشرح المفصّل (٢ / ١٠١) ، ومغني اللبيب (١ / ٢٢٦) ، وهمع الهوامع (٢ / ١٤٤).
٥٩٥ ـ انظر مقامات الهمذاني (٩٩) ، ومعاهد التنصيص (٤ / ١١٨).