بمكة قديما ، وهى مخففة على وزن قسورة ، والمحدثون يشددون الحزورة والحديبية ، والصواب التخفيف كذا قال الشافعى والدارقطنى.
ومنها : حديث ابن الزبير رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام ، وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فى مسجدى» رواه أحمد.
قال ابن عبد البر فى «التمهيد» إنه ثابت لا يطعن فيه أن مضاعفة الصلاة بالمسجد الحرام على مسجد النبى صلىاللهعليهوسلم بمائة مذهب عامة أهل الأثر. انتهى.
وذهب الإمام مالك وجمهور أصحابه إلى تفضيل المدينة ، وهو مذهب عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكثير من الصحابة وأكثر أهل المدينة ، واستدلوا بقولهصلىاللهعليهوسلم : ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة ، مع قوله صلىاللهعليهوسلم : موضع سوط فى الجنة خير من الدنيا وما فيها.
قال ابن عبد البر : هذا استدلال بالخبر فى غير ما ورد فيه ولا يقاوم النص الوارد فى فضل مكة. ثم ساق حديث أبى سلمة عن ابن الحمراء المتقدم ، وقال هذا نص فى محل الخلاف فلا ينبغى العدول عنه.
وأما الحديث المروى : اللهم إنك تعلم أنهم أخرجونى من أحب البلاد إلى فأسكنى أحب البلاد إليك. لا يختلف أهل العلم فى نكارته ووضعه ، وسئل عنه الإمام مالك رضى الله عنه فقال لا يحل لأحد أن ينسب الكذب الباطل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم. انتهى.
قال الطبرى : وعلى تقدير صحته فلا دلالة فيه لأن قوله فأسكنى فى أحب البلاد يدل سياقه فى العرف على أن المراد به بعد مكة ، فان الإنسان لا يسأل ما أخرج منه فإنه قال : أخرجونى فأسكنى فدل على إرادة غير المخرج منه فتكون مكة مسكوتا عنها انتهى.
وأما الحديث الذى فيه المدينة خير من مكة لا يرد ، لأنه ضعيف بل قيل موضوع. قال الجد رحمهالله : فإن قلت ورد فى الصحيحين عن أنس رضى الله عنه أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال اللهم اجعل بالمدينة ضعفى ما بمكة من البركة ، ودعوته صلىاللهعليهوسلم مستجابة بلا شك، وفيهما أيضا أن الملائكة يحرسونها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.