يدفن فى الجاهلية وصدر الإسلام. وأبو دبّ : رجل من بنى سواءة بن عامر سكنه ، فسمى به.
ويقال : إن قبر آمنة بنت وهب أم النبى صلىاللهعليهوسلم فى شعب أبى دب ، هذا وأنه صلىاللهعليهوسلم جاء إليها وزارها وقيل فى غير هذا المحل من المعلاة ، وقيل بالأبواء وهو المشهور.
والمراد بالشامى : هو شعب الصفىّ ـ بتشديد التحتية ـ المسمى قديما بصفى الشباب ، وهو الذى عند أذاخر والخرمانية فى طرف المحصب ، ويسمى المحصب شعب الصفى ، وهو خيف بنى كنانة. وإنما سمى شعب الصفى لأن ناسا فى الجاهلية كانوا إذا فرغوا من مناسكهم ونزلوا المحصب المذكور وقفوا بفم هذا الشعب وتفاخروا بالآباء والأيام والوقائع فى الجاهلية.
أقول : وليس فى هذا مناسبة لوجه التسمية. وكأنه والله أعلم مأخوذ من الاصطفاء ، لكونهم اختاروا هذا المكان واصطفوه لمفاخرتهم. لكن الأزرفى لم يعرج على هذا ، وإنما أخذته من سياق الكلام.
ثم يظهر أن صدور هذا التفاخر إنما كان يقع من شبابهم ليظهر وجه التسمية. انتهى.
وفى هذه المقبرة العليا قبر سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ، عند قبور آل عبد الله بن خالد بن أسيد ، وذلك أنه مات عندهم فى دارهم سنة أربع وسبعين وله من العمر أربع وثمانون عاما ، وكان صديقا لعبد الله بن خالد ، فلما حضرته الوفاة أوصاه بأن لا يصلى عليه الحجاج بن يوسف الثقفى وكان بمكة بعد مقتل ابن الزبير ، فلما قضى صلى عليه عبد الله بن خالد ودفنه عند باب داره ليلا أخرجه الأزرقى. ولهذا والله أعلم خفى قبره. وعرف الأزرقى المقبرة العليا بأنها حائط خرمان ، وهو المسمى فى هذا الوقت بالخرمانية عند المحصب (١).
قال الفاسى رحمهالله : وما ذكره الأزرقى من كون عبد الله بن عمر دفن بالمقبرة العليا يدفع ما يقال إنه مدفون بالجبل الذى بالمعلاة ، ولا أعلم فى ذلك دليلا وهو بعيد من الصواب (٢). والله أعلم.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقى ج ٢ ص ٢١٠ و ٢١١.
(٢) شفاء الغرام ج ١ ص ٤٥٧.