محمد بن عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الذي يقال له ابن الأرقط ، فقوّده أبو حرملة وضم إليه الأعراب وولاه بنا وبوصير وسمنود ، فبعث يزيد أمير مصر بجمع من الأتراك في جمادى الآخرة فقاتلهم ابن الأرقط وقتل منهم ، ثم ثبتوا له فانهزم وقتل من أصحابه كثير وأسر منهم كثير ، ولحق ابن الأرقط بأبي حرملة في شرقيون فصار إلى عسكر يزيد فانهزم أبو حرملة. وقدم مزاحم بن خاقان من العراق في جيش ، فحارب أبا حرملة حتى أسر في رمضان ، واستأمن ابن الأرقط ، فأخذ وأخرج إلى العراق في ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائتين ففرّ منهم ، ثم ظفر به وحبس ، ثم حمل إلى العراق في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين بكتاب ورد على أحمد بن طولون ، ومات أبو حرملة في السجن لأربع بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ، وأخذ جابر بعد حروب وحمل إلى العراق في رجب سنة أربع وخمسين ، وخرج في إمرة أرجون التركيّ رجل من العلويين يقال له بغا الأكبر ، وهو أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن حسين بن عليّ بالصعيد ، فحاربه أصحاب أرجون وفرّ منهم فمات ، ثم خرج بغا الأصغر وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن طباطبا فيما بين الإسكندرية وبرقة في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ومائتين ، والأمير يومئذ أحمد بن طولون ، وسار في جمع إلى الصعيد فقتل في الحرب وأتي برأسه إلى الفسطاط في شعبان وخرج ابن الصوفيّ العلويّ بالصعيد وهو إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، ودخل اسنا في ذي القعدة سنة خمس وخمسين ، ونهبها وقتل أهلها ، فبعث إليه ابن طولون بجيش فحاربوه فهزمهم في ربيع الأوّل سنة ست وخمسين بهو ، فبعث ابن طولون إليه بجيش آخر فالتقيا بأخميم في ربيع الآخر فانهزم ابن الصوفيّ وترك جميع ما معه وقتلت رجالته ، فأقام ابن الصوفيّ بالواح سنتين ثم خرج إلى الأشمونين في المحرّم سنة تسع وخمسين وسار إلى أسوان لمحاربة أبي عبد الرحمن العمريّ ، فظفر به العمريّ وبجميع جيشه وقتل منهم مقتلة عظيمة ، ولحق ابن الصوفيّ بأسوان فقطع لأهلها ثلاثمائة ألف نخلة ، فبعث إليه ابن طولون بعثا فاضطرب أمره مع أصحابه فتركهم ومضى إلى عيذاب ، فركب البحر إلى مكة فقبض عليه بها وحمل إلى ابن طولون فسجنه ثم أطلقه فصار إلى المدينة ومات بها.
وفي إمارة هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون أنكر رجل من أهل مصر أن يكون أحد خيّرا من أهل البيت ، فوثبت إليه العامّة فضرب بالسياط يوم الجمعة في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومائتين. وفي إمارة ذكا الأعور على مصر كتب على أبواب الجامع العتيق ذكر الصحابة والقرآن فرضيه جمع من الناس وكرهه آخرون ، فاجتمع الناس في رمضان سنة خمس وثلاثمائة إلى دار ذكا يتشكرونه على ما أذن لهم فيه ، فوثب الجند بالناس فنهب قوم وجرح آخرون ومحي ما كتب على أبواب الجامع ، ونهب الناس في المسجد والأسواق ، وأفطر الجند يومئذ وما زال أمر الشيعة يقوى بمصر إلى أن دخلت سنة خمسين