بالله في يوم عيد الفطر وحملهم على بغال.
وفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة أمر العزيز بن المعز بقطع صلاة التروايح من جميع البلاد المصرية. وفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ضرب رجل بمصر وطيف به المدينة من أجل أنه وجد عنده كتاب الموطأ لمالك بن أنس رحمهالله. وفي شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثمانين وثلاثمائة جلس القاضي محمد بن النعمان على كرسيّ بالقصر في القاهرة لقراءة علوم أهل البيت على الرسم المتقدّم له ولأخيه بمصر ، ولأبيه بالمغرب ، فمات في الزحمة أحد عشر رجلا. وفي جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة قبض على رجل من أهل الشام سئل عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه ، فقال لا أعرفه ، فاعتقله قاضي القضاة الحسن بن النعمان قاضي أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله على القاهرة المعزية ومصر والشامات والحرمين والمغرب ، وبعث إليه وهو في السجن أربعة من الشهود وسألوه ، فأقرّ بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم وأنه نبيّ مرسل ، وسئل عن عليّ بن أبي طالب فقال لا أعرفه ، فأمر قائد القوّاد الحسين بن جوهر بإحضاره ، فخلا به ورفق في القول له فلم يرجع عن إنكاره معرفة عليّ بن أبي طالب ، فطولع الحاكم بأمره فأمر بضرب عنقه فضرب عنقه وصلب. وفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قبض على ثلاثة عشر رجلا وضربوا وشهروا على الجمال وحبسوا ثلاثة أيام من أجل أنهم صلوا صلاة الضحى.
وفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قريء سجل في الجوامع بمصر والقاهرة والجزيرة بأن تلبس النصارى واليهود الغيار والزنار ، وغيارهم السواد غيار العاصين العباسيين ، وأن يشدّوا الزنار وفيه وقوع وفحش في حق أبي بكر وعمر رضياللهعنهما ، وقرىء سجل آخر فيه منع الناس من أكل الملوخيا المحببة كانت لمعاوية بن أبي سفيان ، ومنعهم من أكل البقلة المسماة بالجرجير المنسوبة لعائشة رضياللهعنها ، ومن المتوكلية المنسوبة إلى المتوكل ، والمنع من عجين الخبز بالرجل ، والمنع من أكل الدلينس ومن ذبح البقر إلّا ذا عاهة ما ، عدا أيام النحر ، فإنه يذبح فيها البقر فقط ، والوعيد للنخاسين متى باعوا عبدا أو أمة لذميّ ، وقريء سجل آخر بأن يؤذن لصلاة الظهر في أوّل الساعة السابعة ، ويؤذن لصلاة العصر في أوّل الساعة التاسعة ، وقريء أيضا سجل بالمنع من عمل الفقاع وبيعه في الأسواق لما يؤثر عن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه من كراهية شرب الفقاع ، وضرب في الطرقات والأسواق بالحرس ، ونودي أن لا يدخل أحد الحمام إلّا بمئزر ، ولا تكشف امرأة وجهها في طريق ، ولا خلف جنازة ، ولا تتبرّج ، ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ، ولا يصطاده أحد من الصيادين ، وقبض على جماعة وجدوا في الحمام بغير مئزر فضربوا وشهروا. وكتب في صفر من هذه السنة على سائر المساجد وعلى الجامع العتيق بمصر من ظاهره وباطنه من جميع جوانبه ، وعلى أبواب الحوانيت والحجر وعلى المقابر والصحراء سبّ السلف ولعنهم ، ونقش ذلك ولوّن بالأصباغ والذهب ، وعمل ذلك على أبواب الدور