وأذّن للناس في صلاة الضحى وصلاة التراويح ، وأمر المؤذنين بأسرهم في الأذان بأن لا يقولوا حيّ على خير العمل ، وأن يقولوا في الأذان للفجر الصلاة خير من النوم ، ثم أمر في ثاني عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة بإعادة قول حيّ على خير العمل في الأذان ، وقطع التثويب وترك قولهم الصلاة خير من النوم ، ثم أمر في ثاني عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة بإعادة قول حيّ على خير العمل في الأذان ، وقطع التثويب وترك قولهم الصلاة خير من النوم ، ومنع من صلاة الضحى ، وصلاة التراويح ، وفتح باب الدعوة ، وأعيدت قراءة المجالس بالقصر على ما كانت ، وكان بين المنع من ذلك والأذن فيه خمسة أشهر ، وضرب في جمادى من هذه السنة جماعة وشهروا بسبب بيع الملوخيا والسمك الذي لا قشر له وشرب المسكرات ، وتتبع السكارى فضيق عليهم.
وفي يوم الثلاثاء سابع عشري شعبان سنة إحدى وأربعمائة وقع قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقيّ إلى سائر الشهود والأمناء بخروج الأمر المعظم ، بأن يكون الصوم يوم الجمعة والعيد يوم الأحد. وفي شعبان سنة اثنتين وأربعمائة قريء سجل يشدّد فيه النكير على بيع الملوخيا والفقاع والسمك الذي لا قشر له ، ومنع النساء من الاجتماع في المآتم ومن اتباع الجنائز ، وأحرق الحاكم بأمر الله في هذا الشهر الزبيب الذي وجد في مخازن التجار ، وأحرق ما وجد من الشطرنج ، وجمع صيادي السمك وحلّفهم بالأيمان المؤكدة أن لا يصطادوا سمكا بغير قشر ، ومن فعل ذلك ضربت عنقه ، وأحرق في خمسة عشر يوما ألفين وثمانمائة وأربعين قطعة زبيب بلغ ثمن النفقة عليها خمسمائة دينار ، ومنع من بيع العنب إلّا أربعة أرطال فما دونها ، ومنع من اعتصاره ، وطرح عنبا كثيرا في الطرقات وأمر بدوسه ، فامتنع الناس من التظاهر بشيء من العنب في الأسواق ، واشتدّ الأمر فيه ، وغرق منه ما حمل في النيل ، وأحصي ما بالجيزة من الكروم ، فقطف ما عليها من العنب وطرح ما جمعه من ذلك تحت أرجل البقر لتدوسه ، وفعل مثل ذلك في جهات كثيرة ، وختم على مخازن العسل ، وغرّق منه في أربعة أيام خمسة آلاف جرّة وإحدى وخمسين جرّة فيها العسل ، وغرق من عسل النحل قدر إحدى وخمسين زيرا. وفي جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة ، اشتدّ الإنكار على الناس بسبب بيع الفقاع والزبيب والسمك الذي لا قشر له ، وقبض على جماعة وجد عندهم زبيب فضربت أعناقهم وسجنت عدّة منهم وأطلقوا. وفي شوّال اعتقل رجل ثم شهر ونودي عليه هذا جزاء من سبّ أبا بكر وعمر ويثير الفتن ، فاجتمع خلق كثير بباب القصر فاستغاثوا ، لا طاقة لنا بمخالفة المصريين ولا بمخالفة الحشوية من العوام ، ولا صبر لنا على ما جرى ، وكتبوا قصصا فصرفوا ووعدوا بالمجيء في غد ، فبات كثير منهم بباب القصر ، واجتمعوا من الغد فصاحوا وضجوا فخرج إليهم قائد القوّاد غين ، فنهاهم وأمرهم عن أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أن يمضوا إلى معايشهم ، فانصرفوا إلى قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقيّ وشكوا إليه ، فتبرّم من ذلك فمضوا وفيهم من يسب