فتبرّأت منه الثعالبة وسموه بالأخنس لأنه خنس منهم ، أي رجع عنهم ، ثم خرجت فرقة من الثعالبة قيل لها المعبدية أتباع معبد ، فخالفت الثعالبة في أخذ الزكاة من العبيد والبهائم وكفّرت كلّ فرقة منهما الأخرى.
والرابعة عشر الشيبانية ، أتباع شيبان بن سلمة الخارج في أيام أبي مسلم الخراسانيّ القائم بدعوة الخلفاء العباسيين ، وكان معه. فتبرّأت منه الثعالبة لمعاونته لأبي مسلم ، وهو أوّل من أظهر القول بالتشبيه تعالى الله عن ذلك.
والخامسة عشر الشبيبية ، أتباع شبيب بن يزيد بن أبي نعيم الخارج في خلافة عبد الملك بن مروان ، وصاحب الحروب العظيمة مع الحجاج بن يوسف الثقفيّ ، وهم على ما كانت عليه الحكمية الأولى ، إلّا أنهم انفردوا عن الخوارج بجواز إمامة المرأة وخلافتها ، واستخلف شبيب هذا أمّه غزالة فدخلت الكوفة وقامت خطيبة وصلت الصبح بالمسجد الجامع ، فقرأت في الركعة الأولى بالبقرة ، وفي الثانية بآل عمران ، وأخبار شبيب طويلة.
والسادسة عشر الرشيدية : أتباع رشيد ، يقال لهم أيضا العشرية من أجل أنهم كانوا يأخذون نصف العشر مما سقت الأنهار ، فقال لهم زياد بن عبد الرحمن يجب فيه العشر ، فتبرّأت كل فرقة من الأخرى وكفّرتها بذلك.
والسابعة عشر المكرمية : أتباع أبي المكرم ، ومن قوله تارك الصلاة كافر ، وليس كفره لترك الصلاة ، لكن لجهله بالله ، وكذا قوله في سائر الكبائر.
والثامنة عشر الحفصية : أتباع حفص بن المقدام أحد أصحاب عبد الله بن أباض ، تفرّد بقوله من عرف الله تعالى وكفر بما سواه من رسول وغيره فهو كافر وليس بمشرك ، فأنكر ذلك الإباضية وقالوا بل هو مشرك.
والتاسعة عشر الإباضية ، أتباع عبد الله بن أباض من بني مقاعس ، واسمه الحرث بن عمرو ، ويقال بل ينسبون إلى أباض بضم الهمزة ، وهي قرية بالعرض من اليمامة نزل بها نجد بن عامر ، وخرج عبد الله بن أباض في أيام مروان ، وكان من غلاة الحكمة.
والفرقة العشرون اليزيدية ، أتباع يزيد بن أبي أنيسة ، وكان أباضيا ، فانفرد ببدعة قبيحة ، وهي أن الله تعالى سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا جملة واحدة ينسخ به شريعة محمدصلىاللهعليهوسلم.
ومن فرق الخوارج أيضا الحارثية ، والأصومية ، أتباع يحيى بن أصوم ، والبيهسية أتباع أبي البيهس الهيصم بن خالد من بني سعيد بن ضبعة ، كان في زمن الحجاج ، وقتل بالمدينة وصلب ، واليعقوبية أتباع يعقوب بن عليّ الكوفيّ ، ومن فرقهم الفضلية ، أتباع فضل بن عبد الله ، والشمراخية أتباع عبد الله بن شمراخ ، والضحاكية أتباع الضحاك ،