المفضل بن فضالة ، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين. والسادس : القاضي أبو بكر عبد الملك بن الحسن القمنيّ ، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. والسابع : أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم المصريّ ، وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
وكانوا أوّلا يزورون بعد صلاة الصبح وهم مشاة على أقدامهم إلى أن كانت أيام شيخ الزوّار محمد العجميّ السعوديّ ، فزار راكبا في يوم السبت بعد طلوع الشمس ، لأنّ رجليه كانتا معوجتين لا يستطيع المشي عليهما ، وذلك في أواخر سنة ثمانمائة ، وتوفي في عاشر شهر رمضان سنة تسع وثمانمائة. فجاء بعده الزائر شمس الدين محمد بن عيسى المرجوشيّ السعوديّ ، ومحيي الدين عبد القادر بن علاء الدين محمد بن علم الدين بن عبد الرحمن الشهير بابن عثمان ، ففعلا ذلك ، ومات ابن عثمان في سابع شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وثمانمائة ، فاستمرّت الزيارة على ذلك.
وقد حكى صاحب كتاب محاسن الأبرار ومجالس الأخيار سبعة غير من ذكرنا وسماهم المحققين وهم : صلة بن مؤمّل ، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن عليّ بن جعفر الخوارزميّ ، وسالم العفيف ، وأبو الفضل بن الجوهريّ ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين ، عرف بالبزار ، وأبو الحسن عليّ ، عرف بطير الوحش ، وأبو الحسن عليّ بن صالح الأندلسيّ الكحال ، وذكر أيضا سبعة أخر وهم : عقبة بن عامر الجهنيّ ، والإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ ، وأبو بكر الدقاق ، وأبو إبراهيم إسماعيل المزنيّ ، وأبو العباس أحمد الجزار ، والفقيه ابن دحية ، والفقيه ابن فارس اللخميّ ، وزيارتهم يوم الجمعة بعد صلاة الصبح ، والعمل عليها في الزيارة الآن ، إلّا أنهم يجتمعون طوائف ، لكلّ طائفة شيخ ، ويقيمون مناور كبارا وصغارا ويخرجون في ليالي الجمع وفي كلّ سبت بكرة النهار ، وفي كلّ يوم أربعاء بعد الظهر ، وهم يذكرون الله ، فيزورون. ويجتمع معهم من الرجال والنساء خلائق لا تحصى ، ومنهم من يعمل ميعاد وعظ ، ويقال لشيخ كل طائفة الشيخ الزائر ، فتمرّ لهم في الزيارة أمور منها ما يستحسن ومنها ما ينكر ، ولكلّ عبد ما نوى.
فمن أشهر مزارات القرافة : قبر الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ. رحمة الله ورضوانه عليه ، وتوفي يوم الجمعة آخر يوم من شهر رجب ، سنة أربع ومائتين بفسطاط مصر ، وحمل على الأعناق حتى دفن في مقبرة بني زهرة ، أولاد عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ رضياللهعنه ، وعرفت أيضا بتربة أولاد ابن عبد الحكم. قال القضاعيّ : وقد جرّب الناس خير هذه التربة المباركة والقبر المبارك ، وينقل عن المزنيّ أنه قال فيه :
سقى الله هذا القبر من وبل مزنه |
|
من العفو ما يغنيه عن طلل المزن |