بقي أمران :
أحدهما : لقد نزلت آيات قرآنية كثيرة تفضح المنافقين ، وتظهر أفاعيلهم ، وتنقل أقاويلهم ، وتبين أوصافهم بدقة وبتفصيل.
كما أن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» نفسه قد حاول أن يحد من فعالية المنافقين ما أمكنه ، وذلك بتنبيه الصحابة إلى خططهم ومؤامراتهم ، والكشف عن حقيقتهم ووجودهم ، وتحذير الناس منهم ، وذكر أفعالهم وأوصافهم باستمرار ، حتى حينما كان النبي «صلى الله عليه وآله» في مكة. بل لقد اتخذ «صلى الله عليه وآله» أحيانا إجراءات عملية ضدهم ، كهدم مسجد الضرار ، وغير ذلك مما يظهر جليا في الآيات القرآنية الكثيرة ، والمواقف النبوية المختلفة.
وهذا بطبيعته يمثل حصانة ومناعة للمسلمين ضد النفاق والمنافقين ومكائدهم.
الثاني : إنه يظهر مما تقدم : أنه كان ثمة كتيبة لليهود بقيادة ابن أبي ، وقد أرجعها رسول الله «صلى الله عليه وآله» من الطريق. ثم رجع ابن أبي مع طائفة من المنافقين.
بل يظهر من بعض النصوص : أن المنافقين قد رجعوا من نفس أحد (١).
والذي نخشاه هو أن تكون هذه الرواية مكذوبة بهدف التغطية على فساد ابن أبي ورجوعه بالمنافقين من وسط الطريق.
__________________
(١) مغازي الواقدي ج ١ ص ٢١٩ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ٢٣٠.