التي ربما تؤثر على صمودهم واستمرارهم.
٤ ـ وكذلك ، فإن اتخاذ أي إجراء ضد المنافقين ، لربما يكون سببا في تقليل إقبال الناس على الإسلام ، وعدم وثوقهم بمصيرهم ، وما سوف يؤول إليه أمرهم معه فيه ، ولا سيما إذا لم يستطيعوا أن يتفهموا سر ذلك الإجراء ، ولا أن يطلعوا على أبعاده وخلفياته.
ولسوف يأتي : أن سبب إظهار وحشي للإسلام ، هو أنه كان معروفا عن النبي «صلى الله عليه وآله» : أنه كان لا يتعرض لمن يظهر الإسلام بشيء يسوءه.
٥ ـ إن اتخاذ أي إجراء ضد المنافقين ، معناه : فتح جبهة جديدة ، كان بالإمكان تجنبها ، واضطرار هؤلاء الساكتين ظاهرا ، انصياعا لظروفهم ، إلى المجاهرة بالعداء ، والإعلان بالتحدي ، وهم عدو داخلي كثير العدد ، وخطير جدا ، يعرف مواضع الضعف ، ومواضع القوة ، ويكون بذلك قد أعطاهم المبرر للانضمام إلى الأعداء ، العاملين ضد الإسلام والمسلمين.
وواضح أن تصرفا كهذا ليس من الحكمة ولا من الحنكة في شيء ، لأنه يأتي في ظرف يحتاج فيه الإسلام إلى تمزيق أعدائه وتفريقهم ؛ حيث لا يستطيع مواجهتهم جميعا في آن واحد.
وإذا كان المنافقون قد تمكنوا من توجيه ضربة قاسية للمسيرة الإيمانية بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فإنهم لم يتمكنوا من إطفاء نور الله سبحانه .. وبقي الإسلام حيا متوهجا وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..