ثمانية ، عليهم عبد الله بن عتيك ، فأتوا داره ليلا ، فأغلقوا أبوابه على أهله ، وكان هو في علية ، فاستأذنوا عليه ؛ بحجة : أنهم جاؤا يطلبون الميرة (١) ، فدخلوا عليه ، وأغلقوا باب العلية ، فوجودوه على فراشه ؛ فابتدروه ، فصاحت المرأة ؛ فأرادوا قتلها ، ثم ذكروا نهي النبي «صلى الله عليه وآله» عن قتل النساء والصبيان ، فقتلوه ، وخرجوا. ولكنهم لم يطمئنوا إلى أنه قد مات ؛ فأرسلوا أحدهم ، فدخل بين الناس ، وعرف الخبر منهم ، ورجع إليهم فأخبرهم بهلاكه.
ثم رجعوا إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، واختلفوا فيمن قتله ، فأخذ النبي «صلى الله عليه وآله» أسيافهم ، فرأى على سيف ابن أنيس أثر الطعام ؛ فقال : هذا قتله (٢).
وأضاف ابن الأثير في روايته المفصلة : أن ابن عتيك وصل إلى غرفة أبي رافع المظلمة ، فناداه ، فأجابه ، فضرب جهة الصوت ، فصاح ؛ فهرب ابن عتيك ، ثم عاد إليه ، فقال : ما هذا الصوت؟!
فأجابه : إن رجلا في البيت ، فضرب نحو الصوت ، فأثخنه ، ثم وضع السيف في بطنه ، حتى خرج من ظهره ، ونزل من درج فوقع ، فانكسرت ساقه ؛ فعصبها بعمامة ؛ ثم جلس عند الباب ، ليعرف إن كان قد قتل حقا ، فسمع أول الفجر نعيه ، فانطلق إلى أصحابه ، ثم جاء إلى النبي ، فمسح
__________________
(١) الميرة : الطعام.
(٢) راجع : السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٨٧ و ٢٨٨ ، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٤٦ و ١٤٧ ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٨٤ و ١٨٥ ، والبحار ج ٢٠ ص ١٣.