الخطر الذي يتعرض له النبي «صلى الله عليه وآله» (١).
ولذلك فقد اندفعت للدفاع عن النبي «صلى الله عليه وآله» ، بنفسها وولدها ، وكل وجودها. وليت شعري ، كيف لم يدرك هذه الحقيقة كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار؟! وكيف سمحوا للأنفسهم بالفرار في هذا الظرف الحرج والخطر جدا على مستقبل الإسلام ، الدين الحق؟!.
وقد كان المهاجرون يرون لأنفسهم ، ويرى لهم الناس امتيازا على غيرهم ، وأنهم في موقع المعلم والمرشد. وهم الذين عاشوا مع النبي «صلى الله عليه وآله» ، واستفادوا من تعاليمه ، ورأوا من معجزاته أكثر من غيرهم. وإذا كانت هذه الأنصارية التي لا جهاد عليها ، والتي لم تعاشر النبي «صلى الله عليه وآله» ، ولم تر من معجزاته وكراماته ما رآه هؤلاء ، قد وقفت هذا الموقف الرسالي الرائد دونهم ، فمن الطبيعي أن يكون مقامها أفضل من مقام فلان وفلان من كبارهم.
كما أن من الطبيعي أيضا : أن يفر ذلك المهاجري إلى النار ، ويكون جهادها طريقها إلى الجنة. كما أننا سوف لا نصدق بعد هذا ما يقال ، من أن الفضل إنما هو بطول الصحبة للرسول ، أو بغير ذلك من عناوين ، بل سوف نصر على أن الفضل ـ كما قرره القرآن ـ إنما هو بالتقوى ، والعمل الصالح ، عن علم ووعي ، وعن قناعة وجدانية راسخة.
ملاحظة : ونشير أخيرا : إلى أن خروج أم عمارة إلى أحد لعله كان
__________________
(١) إذ لم يكن كل المسلمين ولا جلّهم ـ كما أظهرته حرب أحد ـ في مستوى وعي أمير المؤمنين «عليه السلام» وأنس بن النضر ، وأبي دجانة وأمثالهم.