المؤمنين علي «عليه السلام» ، والأئمة من ولده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ويكفي أن نذكر مثالا وقدوة لكل الأحرار ، والذين يعيشون المبدأ بكل وجودهم : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» حينما أراد أن يقتل عمرو بن عبدود ، فشتمه عمرو ، وتفل في وجهه ، قام عنه ، حتى ذهب عنه غضبه ، ثم عاد إليه فقتله ، فعل ذلك ليكون قتله له خالصا لله ، لا يتدخل فيه عنصر حب الانتقام لنفسه ، وغضبه لها ، ولو بشكل لا شعوري.
هذه من علاه إحدى المعالي |
|
وعلى هذه فقس ما سواها |
٣ ـ ثم هناك رواية شواهد النبوة ، التي تضيف : أن بعض الصحابة قد نفس على عمير هذا الوسام النبوي الذي ناله عن جدارة واستحقاق ، ولم يستطع أن يخفي ذلك في نفسه ، بل ظهر في فلتات لسانه بتعبير فيه شيء من الجفاء الجارح ، دعا الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» إلى محاولة حسم الموقف ، ثم التلطيف والتخفيف من وقع تلك العبارة ، ثم معاودة التأكيد على جدارة عمير ، واستحقاقه للثناء ، وعرفان حقه ، بقوله «صلى الله عليه وآله» : «مه يا عمر ، فإنه بصير».
٤ ـ وهناك أيضا موقف آخر لعمير في قومه ، الذي أدى إلى أن يعز الإسلام فيهم ، ويسلم منهم رجال. فإن في ثقة عمير بنفسه وبدينه ، وصلابته في التعبير عن هذه الثقة ، حتى لقد صرح لهم : أنه لم يعد يخشى أحدا على الإطلاق ـ إن في ذلك ـ ما يجعل كل من يتردد في قبول الإسلام ، بسبب خوفه ، وضعف نفسه ، يشعر بأن بإمكانه أن يجد في الإسلام نصيرا ومعينا وحاميا له ، ولم يعد ثمة ما يبرر موقفه السلبي منه.