وقال علي «عليه السلام» : «اللهم إني أستعديك على قريش [ومن أعانهم] ؛ فإنهم قد قطعوا رحمي ، وأكفأوا إنائي ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري» (١).
وقال «عليه السلام» : «ما لي ولقريش ، والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولأقاتلنهم مفتونين ، وإني لصاحبهم بالأمس ، كما أنا صاحبهم اليوم» (٢).
ولأبي الهيثم بن التيهان كلام جيد حول موقف قريش من علي ، من أراده فليراجعه (٣).
وفيه يحلل أبو الهيثم سر عداء قريش لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وأنه إنما كان بسبب بغيها وحسدها له ، وعدم قدرتها على اللحاق به.
وقد ذكرنا شطرا كبيرا من النصوص الدالة على ذلك مع مصادرها في كتاب لنا بعنوان «الغدير والمعارضون».
هذا كله .. عدا عما كان في صدور قريش من حقد على بني هاشم عموما ، وعلى الأنصار أيضا. وقد مر في جزء سابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر إلماحة عن موقف قريش من الأنصار فليراجع ذلك هناك.
وأخيرا ، قول : إن هذه كانت حالة قريش بعد طول المدة ، فكيف يحقر أبو قتادة أعماله مع أعمالها؟! وكيف يكون لها ذلك المقام المحمود عند الله تعالى؟!.
__________________
(١) راجع : الهامش ما قبل الأخير.
(٢) راجع : الهامش ما قبل الأخير.
(٣) الأوائل لأبي هلال العسكري ج ١ ص ٣١٦ و ٣١٧.