العاص كما تقدم] وخبأه في مكان من داره ، وأمر أم كلثوم : أن لا تخبر أباها فقالت : ما كنت لأكتم النبي «صلى الله عليه وآله» عدوه.
وخرج عثمان إلى النبي «صلى الله عليه وآله». وعرف النبي ذلك بواسطة الوحي ؛ فأرسل عليا «عليه السلام» ليأتي به ؛ فلم يجده ؛ فجاء عثمان ، وطلب الأمان له بإلحاح ، فقال له «صلى الله عليه وآله» : إن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته ؛ فأخذه عثمان ، فجهزه ، وانطلق.
وبعد ثلاث أرسل النبي «صلى الله عليه وآله» عليا وعمارا ، وثالثا ؛ ليقتلوه ؛ لأنه بات قريب المدينة ؛ فأتاه علي «عليه السلام» فقتله.
فضرب عثمان بنت النبي «صلى الله عليه وآله» ، وقال : أنت أخبرت أباك بمكانه ، فبعثت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ثلاث مرات تشكو ما لقيت والنبي «صلى الله عليه وآله» لا يستجيب.
وفي الرابعة : أرسل عليا «عليه السلام» ليأتي بها ؛ فإن حال بينه وبينها أحد ؛ فليحطمه بالسيف ، وأقبل النبي «صلى الله عليه وآله» كالواله إلى دار عثمان ، فأخرجها علي ؛ فلما نظرت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» رفعت صوتها بالبكاء ، وبكى النبي «صلى الله عليه وآله» ، وأخذها إلى منزله ، وأرتهم ما بظهرها. وبات عثمان ملتحفا بجاريتها. وماتت في اليوم الرابع.
فأمر النبي «صلى الله عليه وآله» فاطمة ؛ فخرجت ، ونساء المؤمنين معها ، وخرج عثمان يشيع جنازتها ؛ فلما نظر إليه «صلى الله عليه وآله» ، قال ثلاث مرات : من أطاف البارحة بأهله ، أو بفتاته ، فلا يتبعن جنازتها ، فلم ينصرف.
فلما كان في الرابعة ، قال : لينصرفن أو لأسمين باسمه.