وإفشال خطتهم.
ولكن علينا : أن لا نهمل التذكير بأن هؤلاء الذين جاؤوا مع علي «عليه السلام» ، وأخذوا الثغرة على عمرو ومن معه ، ما كانوا ليجرؤوا على الوقوف في مواقعهم لولا وجود علي «عليه السلام» إلى جانبهم ، ثم اطمئنانهم إلى أنه سيكون هو الذي ينجدهم لو تعرضوا لأي مكروه من قبل عدوهم عمرو وأصحابه.
فإنما إلى علي «عليه السلام» استندوا ، وعلى مبادرته لحمايتهم ، والدفاع عنهم اعتمدوا ، يدلنا على ذلك : أن المسلمين كانوا كأن على رؤسهم الطير خوفا وفرقا من عمرو كما سنرى.
طلب البراز ، وخروج علي عليه السلام لعمرو :
لما وقف عمرو وأصحابه على الخندق قالوا : والله هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها ، فقال عمرو :
يا لك من مكيدة ما أنكرك |
|
لا بد للملهوب من أن يعبرك |
ثم زعق على فرسه في مضيق ، فقفز به إلى السبخة ، بين الخندق وسلع (١).
وجعلوا يجيلون خيلهم فيما بين الخندق وسلع ، والمسلمون وقوف لا يقدم أحد منهم عليهم.
وجعل عمرو بن عبدود يدعو للبراز ـ وكان قد أعلم ليرى مكانه ـ
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٩٨.