قال : أنا علي بن أبي طالب.
فقال : الغلام الذي كنت أراك في حجر أبي طالب؟.
قال : نعم.
قال : إن أباك كان لي صديقا ، وأنا أكره أن أقتلك.
فقال له علي «عليه السلام» : لكني لا أكره أن أقتلك.
ثم ذكر تخييره بين الخصال الثلاث ، فرفضها ، فقال له علي «عليه السلام» : فأنت فارس وأنا راجل.
فنزل عن فرسه وقال : ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام (١).
فعلي «عليه السلام» إذن يريد إذلال عمرو ، وتحطيم كبريائه. وقد تحقق له ما أراد ، حتى شكا ذلك عمرو نفسه كما ترى.
إنه عمرو :
قد اعتبر الإسكافي : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد ضنّ بعلي «عليه السلام» عن مبارزة عمرو ، حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مرارا ، وفي كلها يحجمون ، ويقدم علي ، فيسأل الإذن له في البراز ، حتى قال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» : إنه عمرو.
فقال : وأنا علي (٢).
ونقول :
إننا لا نعتقد : أن هذا الكلام دقيق ، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» كان
__________________
(١) شواهد التنزيل (ط سنة ١٤١١ ه. ق) ج ٢ ص ١١.
(٢) شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي ج ١٣ ص ٢٨٣ و ٢٨٤.