قد فرضت عدم تغيب أي عنصر مشارك في الحرب إلا بإذن من الرسول «صلى الله عليه وآله» مباشرة ، الأمر الذي يتيح للقيادة أن تبقى على اطلاع تام على حجم وفعالية القوة التي تعمل تحت قيادتها ، فتتمكن من التخطيط الدقيق والسليم وفي نطاق وحدود القدرات المتوفرة لديها ، والإستئذان هذا كان من الجميع حتى من المنافقين لأعذار مختلفة.
القتال بين المسلمين وبين بني قريظة :
قد ذكرت النصوص التاريخية عدة موارد يقال : إنها حصلت فيها مناوشات فردية بين المسلمين واليهود ، وذكرت أيضا حوادث محدودة في نطاق التدبير العسكري فيما بين الفريقين.
بالإضافة إلى : تحركات عامة في دائرة التفاهم لشن هجوم مشترك على المسلمين ، ونذكر هذه الأمور في ضمن النقاط التالية :
ألف : التفكير بمباغتة المدينة :
قال الديار بكري : «واستعان بنو قريظة من قريش ليبيتوا المدينة فعلم به النبي «صلى الله عليه وآله» ، فبعث سلمة بن الأسلم في ماءتي رجل ، وزيد بن حارثة في ثلاث مئة رجل حتى حرسوا حصون المدينة ومحلاتها» (١).
ويفصّل ذلك البعض ، فيقول : همت بنو قريظة أن يغيروا على بيضة المدينة ليلا ، فأرسلوا حيي بن أخطب إلى قريش أن يأتيهم منهم ألف رجل ، ومن غطفان ألف فيغيروا بهم.
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٤.