أولا : لا ندري لماذا قام النبي «صلى الله عليه وآله» فزعا. مع أن المقام مقام طمأنينة مع وجود العنايات الربانية ، والتسديد والتوجيه الإلهي ، الذي يظهر جليا بمشاركة جبرئيل والملائكة في هذه الحرب؟!.
إلا أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد خشي من أن يكون قد ارتكب شيئا من التقصير في مطاردة أعداء الله ، والقضاء على مصدر الشر والانحراف وحاشاه أن يقصر!!
ثانيا : إن معظم المسلمين حين جلاء الأحزاب قد تنفسوا الصعداء ، وبادروا إلى التوجه نحو المدينة ، مخالفين بذلك أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله». كما قدمناه سابقا.
فما معنى القول : إنهم طلبوهم حتى بلغوا حمراء الأسد؟!
ثالثا : قد تقدم آنفا : أن جبرئيل والملائكة «عليهم السلام» هم الذين طاردوا المشركين إلى حمراء الأسد والروحاء (١). ولعل الأمر قد اشتبه على ابن المسيب بين غزوة الأحزاب وغزوة أحد ، فإن المسلمين إنما طاردوا المشركين إلى حمراء الأسد في غزوة أحد لا الأحزاب.
السادس : لماذا لم يعنف صلى الله عليه وآله تاركي الصلاة؟ :
قد ذكرت الروايات المتقدمة : أن المسلمين اجتمعوا عند النبي «صلى الله عليه وآله» عشاء ، فمنهم من لم يصل حتى جاء بني قريظة ، ومنهم من قد صلى ، فذكروا ذلك لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فما عاب أحدا
__________________
(١) راجع الهوامش التي تقدمت تحت عنوان : جبرئيل والنبي ، وتحت عنوان : في بيت عائشة أم في بيت فاطمة؟! ، وتحت عنوان : حمراء الأسد أو الروحاء؟!