الذي يتمثل بسحق هذا التحدي ، من خلال قتل عمرو هذا ..
وكان الطامحون والطامعون وأصحاب الدعاوى العريضة ، وكذلك سائر من يلتقي معهم في الفكر ، والرأي والمصالح ، يتحلقون حول رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ويتصدرون مجالسه ، قد فشلوا أمام أنفسهم ، وأمام الناس كلهم في اتخاذ القرار الحاسم بالخروج من سجن ذواتهم وذاتياتهم وخصوصياتهم إلى آفاق الحرية في رحاب التقوى والورع ، والعزوف عن الدنيا ، وطلب رضا الله تبارك وتعالى ..
ولذلك امتلأت قلوبهم رعبا وخوفا من مواجهة أعداء الله ، طلبا لمرضاته تبارك وتعالى ، وحبا برسوله «صلى الله عليه وآله» ..
فأحجموا عن هذا الأمر ، حبا بالدنيا ، وبادر إليه علي بن أبي طالب «عليه السلام» صفوة الخلق ، وعبد الله ، وأخو رسوله ، بل نفسه كما صرح به القرآن الكريم .. فأنزل صلوات الله وسلامه عليه ضربته الخالدة ، التي تعدل عبادة الثقلين : الجن والإنس إلى يوم القيامة. أنزلها بعدو الله عمرو بن عبدود .. وألحقه بالفراعنة والجبارين ، إلى درك الجحيم.
قتل عمرو هزم بني قريظة والأحزاب :
وحين أرسل النبي «صلى الله عليه وآله» عليا «عليه السلام» إلى بني قريظة قال له : «إن الذي أمكنك من عمرو بن عبدود ، لا يخذلك» (١).
قال علي «عليه السلام» : «فاجتمع الناس إلي ، وسرت حتى دنوت من
__________________
(١) الإرشاد للمفيد ص ٥٧ والبحار ج ٢٠ ص ٢٦١ وج ٤١ من ٩٥ ومناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ١٤٥.