زعيمهم حينما دعاه حيي بن أخطب للاشتراك مع الغزاة» (١).
لقد كان منطق الحرب ، ومنطق الحذر يدعو إلى مهاجمتهم ، لأنهم العدو القريب ، الذي يتربص الدوائر بالإسلام وبالمسلمين وحربهم امتداد لحرب الأحزاب ... وأحد فصولها ، التي لا بد من إنجازها.
ويبقى أن نشير إلى : أن لا مجال لاحتمال أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» حين رأى سرعة أصحابه للعودة إلى المدينة ، قد فكر في أن يعطيهم فرصة للراحة فإنه لا مبرر لاحتمال كهذا وفق أي تقييم لما حدث ويحدث ، فهذا الأمر الإلهي قد جاء ليظهر أن الله سبحانه يأبى أن يمهل الغدرة الفجرة ، فربما يجدون أكثر من وسيلة للتملص والتخلص أو حتى لفرار البعض منهم ... من مواجهة الجزاء العادل لما اقترفته أيديهم.
وقد كان حيي بن أخطب وكعب بن أسد يتوقعان هذه الحرب وقد أخذ كعب بن أسد العهد على حيي أن يدخل معهم في حصنهم ويصيبه ما أصابهم إن رجعت قريش وغطفان. وذلك بعد أن دفع حيي كعبا إلى نقض عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله».
متى كانت غزوة بني قريظة :
قد تقدم الحديث عن تاريخ غزوة قريظة والخندق.
وقد رجحنا أنهما كانتا في السنة الرابعة للهجرة بل قال ابن حزم : «فكان فتح بني قريظة في آخر ذي القعدة متصلا بأول ذي الحجة في السنة
__________________
(١) سيرة المصطفى ص ٥١١.