والطاقات في الحالات الصعبة ، واللحظات المصيرية ..
٣ ـ وكان لا بد من التنويه بجهاد علي «عليه السلام» ، وتعريف الناس بمن يضحي ويبذل نفسه في سبيل الله سبحانه ، وبمن يستثمر تضحيات الآخرين ويسرق جهدهم وجهادهم لمصلحة نفسه أو من يمت إليه بصلة أو رابطة .. ويتضح ذلك من قوله «صلى الله عليه وآله» لعلي : إنه عمرو (١).
وبذلك يتضح : أن عدم الإذن لعلي «عليه السلام» بمبارزة عمرو في بادئ الأمر ، لم يكن رغبة بعلي عن المخاطر ، وحبا بالإبقاء عليه ، وتعريض غيره لذلك.
٤ ـ وقوله «صلى الله عليه وآله» له : إنه عمرو ، فارس يليل أو نحو ذلك ، ليفهم الناس : أن هذا الإقدام من علي «عليه السلام» ليس مجرد نزوة طائشة ، ألقى نفسه بسببها في المهالك ، دون أن يكون عارفا بحقيقة عمرو ، ومكانته في الفروسية ، ثم حالفه الحظ فقتله ، لأن عليا رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب ، كما يريد أعداؤه أن يقولوا.
بل كان هذا الإقدام منه عن علم وتثبت ، واطلاع تام على شجاعة عمرو ، ومكانته بين فرسان العرب.
الخصال الثلاث :
وحين عرض علي «عليه السلام» الخصال الثلاث على عمرو ، نجد أن هذه الخصال قد جاءت من خلال الوعي والإحساس بالمسؤولية ، وفي أعلى
__________________
(١) تفسير القمي ج ٢ ص ١٨٣ والبحار ج ٢٠ ص ٢٢٦ و ٢٠٣ ومجمع البيان ج ٨ ص ٣٤٣.