ما فعله نعيم بن مسعود :
لقد حاول المؤرخون والمحدثون الذين توجههم التيارات والقوى والتعصبات السياسية ، والمذهبية ، والأحقاد ـ حاولوا ـ التعتيم على النصر المؤزر الذي سجله علي أمير المؤمنين «عليه السلام» في حرب الأحزاب بطريقة أخرى غير طريقة تضخيم الأمور ، وادعاء حصول قتال شغلهم عن صلاة العصر ، وغيرها.
فادعوا : أن نعيم بن مسعود قد قام بدور فاعل وأساس في تخذيل القوم ، وإلقاء الريب والشك ببعضهم البعض فيما بينهم.
فيدعي المؤرخون : أن نعيم بن مسعود الغطفاني جاء إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» مسلما ـ وكان من دواهي العرب ـ فقال : يا رسول الله إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فأمرني بما شئت أنته إليه (١).
__________________
(١) يقول القمي في تفسيره ج ٢ ص ١٨١ والبحار ج ٢٠ ص ٢٢٣ عنه : إن قريظة قد نقضوا العهد نهارا ، فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، وكان قد أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام.
ونقول : لماذا أخّر نعيم مجيئه إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ليعلن إسلامه هذه المدة الطويلة؟! وآثر البقاء في صفوف أهل الشرك.