تعبير الرؤيا :
ونريد أن نسجل هنا :
١ ـ أن الإنسان يهتم كثيرا بكل ما يمس مصيره ومستقبله ويتحرك حتى على أساس التخيل والتوهم لمواجهة أي احتمال قادم إليه من المجهول. فنجده يلتجئ حتى لقارئة البخت التي يعلم أنها تكذب عليه ، فإذا تكلمت بكلمات عامة وغائمة ، تقولها عادة لكل إنسان ، فإنه يتلقفها بلهفة ، وبحساسية وشفافية متناهية ، ويبدأ بتطبيقها على حاله وأحواله.
فإذا قالت له مثلا : ستأتيك رسالة من صديق ، تخيل أن فلانا الغائب هو الذي سيرسل إليه تلك الرسالة.
ثم إذا قالت له : هناك من يحسدك أو يكرهك ، وهو أمر قد يحدث لكل إنسان ، فإنه يطبق ذلك على فلان أو فلان ، وتضطرب الانفعالات في نفسه تجاهه ، وهكذا ..
أما إذا كان الذي يأتيه من المجهول ، ويلامس مستقبله وحياته ومصيره له درجة من الواقعية مهما كانت هزيلة وضئيلة ، فإن إحساسه بالخطر سوف يتعاظم إلى درجة كبيرة وخطيرة. ولسوف يؤثر على توازنه في حركته وفي مواقفه ، بل وقد يفقده ثقته بكثير من خططه المستقبلية ، ويفسدها عليه.
ومن الواضح : أن المنامات والرؤى قد أثبتت لها التجربة درجة من الواقعية ، ولكنها درجة ضعيفة وخفيفة ، ولكن هذا الإنسان يتعامل معها بجدية وباهتمام أكبر وأكثر مما تفرضه واقعيتها تلك.
والذي يدل على واقعية الرؤيا ، وأن لها تعبيرا ، ما ذكره الله تعالى في سورة يوسف ، وأن يوسف «عليه السلام» قد عبر الرؤيا لصاحبي السجن ،