الحالة المعنوية لجيش الأحزاب :
لقد حاصر المشركون المسلمين في المدينة مدة طويلة ، سنتحدث عنها في الفصل التالي. ولا شك في أن جيش الشرك كان مطمئنا إلى أنه سوف يحقق في مسيره ذاك لحرب المسلمين نتائج طيبة ومثيرة وربما حاسمة ، وذلك استنادا إلى ذلك الحشد الهائل الذي استطاع أن يوفره ، والذي لم يسبق له مثيل.
ثم فوجئ بالخطة الدفاعية التي اعتمدها المسلمون في المواجهة ، ولكنه لم يفقد الأمل ، وحرص على متابعة الإعداد والاستعداد ، بحمله بني قريظة على نقض العهد ، وذلك على أمل أن يجد الوسيلة لتجاوز عقدة الخندق ، للتوصل إلى المواجهة الحاسمة التي كان يأمل.
فكان من الطبيعي : أن نجد جيش الأحزاب يتظاهر بالأنفة والشموخ والعنجهية ، والاستعلاء والفرح.
قال ابن شهر آشوب : «كان الكفار على الخمر ، والغناء ، والمدد ، والشوكة» (١).
وكيف لا يكونون كذلك ، وهم يرون أنفسهم في موقع من يحاصر
__________________
(١) (الشوكة : السلاح) مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٩٨ وبحار الأنوار ج ٢٠ ص ٢٧٢.