غارات واستلاب :
ونلاحظ هنا : أن سياسة القرصنة ، وسرقة المواقف ، واقتناص الفضائل ، كانت هي المهيمنة على ذهنيات ذلك الفريق ، الذي يريد أن يصنع لنفسه ولفريقه تاريخا ، ولو بقيمة أن يفرغ التاريخ الحقيقي من محتواه ، وأن يقلب الكثير من الأمور رأسا على عقب ، لتصب في اتجاه خاص به ، رسمه لنفسه ، فباع واشترى ، واستولى واستلب ، ووهب حسبما رآه ضروريا ومناسبا لذلك الاتجاه.
وهذا الكتاب قد حفل بنماذج كثيرة لهذا الاتجاه يصعب إحصاؤها ، وما فاته مما لم يدخل في نطاق اهتماماته لأكثر من سبب ، أكثر من ذلك بأضعاف كثيرة.
وقد نشير إن شاء الله في أواخر هذا الكتاب إلى بعض النماذج التي تتناسب مع ما أشرنا إليه في عنوان هذه الفقرة ، التي نحن بصدد استكمال الحديث فيها ، وهو : أن النبي «صلى الله عليه وآله» الذي دفن في بيت فاطمة «عليها السلام» قد نقلته رواياتهم إلى بيت عائشة ، ودفنته هناك.
كما أن السيدة خديجة التي تزوجها رسول الله «صلى الله عليه وآله» بكرا لا يتجاوز عمرها الخمس وعشرين سنة ، قد جعلتها رواياتهم زوجة لأكثر من أعرابي ، ونسبوا لها بنات زعموا أنها ولدتهن.
ثم إنهم عمدوا إلى عائشة ، التي كانت كبيرة السن وقد تزوجت قبل النبي «صلى الله عليه وآله» وولدت ولدا اسمه عبد الله ، فجعلتها رواياتهم بكرا تزوجها النبي «صلى الله عليه وآله» في عمر الست سنين.
وفي مورد ثالث : قلبت رواياتهم الإفك الذي كان على ماريا ونزلت في تبرئتها آيات مباركات ، ليصبح هذا الإفك على عائشة ، وتصبح الآيات