نعم ... إذا كان ذلك ، فمن الطبيعي : أن يكون قتل هذا الكافر فيه حياة الإسلام ، وانتعاش المسلمين ، وفيه خزي الأحزاب ، وفشلهم ، وسيأتي بعض الكلام حول : أن النصر كان بسبب قتل عمرو في الفصل التالي إن شاء الله.
وأما بالنسبة لضعف سنده ، وعدم ذكره في الصحاح ، فلا يقلل ذلك من قيمته واعتباره إذ ما أكثر الأحاديث الصحيحة ، والمتواترة التي لم تذكر في كتب الصحاح.
وقد عرفنا تحصب أصحاب الصحاح على علي «عليه السلام» وأهل بيته ، وقول ابن تيمية ليس له سند ضعيف ولا صحيح ، يكذبه رواية المستدرك لهذا الحديث عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة ، عن أبيه ، عن جده ، وقد قال أبو داود : بهز بن حكيم أحاديثه صحاح (١).
شهادة حذيفة :
قال المفيد : «روى قيس بن الربيع ، قال : حدثنا أبو هرون العبدي ، عن ربيعة السعدي ، قال : أتيت حذيفة بن اليمان ، فقلت له : يا أبا عبد الله ، إنا لنتحدث عن علي «عليه السلام» ومناقبه ، فيقول لنا أهل البصرة : إنكم تفرطون في علي «عليه السلام». هل أنت محدثي بحديث فيه؟.
فقال حذيفة : يا ربيعة ، وما تسألني عن علي «عليه السلام»! فو الذي نفسي بيده ، لو وضع جميع أعمال أصحاب محمد «صلى الله عليه وآله» في كفة الميزان ، منذ بعث الله محمدا إلى يوم الناس هذا ، ووضع عمل علي «عليه السلام» في
__________________
(١) خلاصة تهذيب الكمال ص ٣٨١ ، وراجع سائر كتب الرجال والتراجم مثل تهذيب التهذيب ، وتهذيب الكمال ، وغير ذلك.