علي أشجع من كل الأمة ، وأنه تعالى به «عليه السلام» كفى شر العدو عنهم يوم الأحزاب ، فيكون أفضل منهم ، (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)(١)» (٢).
وقال المظفر : «.. فمنه حياة الإسلام والمسلمين ، ولولا أن يكفيهم الله تعالى القتال بعلي لا ندرست معالم الإسلام ، لضعف المسلمين ذلك اليوم ، وظهور الوهن عليهم الخ ..» (٣).
مفارقة في الموقف :
وقد ذكرت إحدى الروايات : أن هند بنت عمرو بن حزام ، حين قتل زوجها عمرو بن الجموح وأخوها عبد الله ، وابنها في حرب أحد ، قالت لعائشة :
أما رسول الله «صلى الله عليه وآله» فصالح ، وكل مصيبة بعده جلل. واتخذ الله من المؤمنين شهداء (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً)(٤).
قال المعتزلي : قلت : هكذا وردت الرواية. وعندي أنها لم تقل كل ذلك. ولعلها قالت : (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ) لا غير. وإلا فكيف يواطئ كلامها آية من كلام الله تعالى ، أنزلت بعد الخندق. والخندق بعد أحد. هذا
__________________
(١) الآية ٩٥ من سورة النساء.
(٢) إحقاق الحق ج ٣ ص ٣٨١.
(٣) دلائل الصدق ج ٢ ص ١٧٥.
(٤) الآية ٢٥ من سورة الأحزاب.