قال : فدا لك أبي وأمي (١).
ونقول :
قد قدمنا في فصل : غدر بني قريظة : أن عبد الله بن الزبير كان آنئذ طفلا صغيرا جدا ، ولم يكن بحيث يمكن أن يصدر منه ذلك فقد كان عمره أقل من سنتين على ما يظهر ، فراجع ما قدمناه.
هذا بالإضافة إلى أننا : لم نفهم معنى لما يدّعيه ابن الزبير من حملات لأبيه هنا ، وحملات هناك ، ونحن نعلم أن ذلك لم يحدث في الخندق ، بل الذي كان هو المراماة بالنبل والحصا في بعض الأحيان.
أما قضية المبازرة فإنما كانت بين علي «عليه السلام» وعمرو بن عبد ود ، كما سيأتي.
هذا بالإضافة إلى : أن هذا الحديث زبيري سندا ومتنا ، ولم نجد من روى لنا هذه المواقف البطولية للزبير في حرب الأحزاب.
قدامة بن مظعون في حرب الخندق :
عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : «بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف ، فأتيت النبي «صلى الله عليه وآله» ، فاستأذنته ـ وهو بالخندق ـ فأذن لي ، وقال لي : من لقيت منهم ، فقل لهم : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يأمركم أن ترجعوا.
قال : فلقيت الناس ، فقلت لهم ...
__________________
(١) راجع : دلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٣٩ و ٤٤٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٠٦ و ٢٠٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٠٧ وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٨٦.