قام رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المسلمين ، يدعوهم إلى جهاد العدو ، ويشجعهم ، ويعدهم النصر من الله تعالى وترك ما كان هم به من ذلك.
١٠ ـ الاحتفاظ بسرية هذا العقد :
كيف استمر هذا الأمر خافيا على أبي سفيان ، وكيف لم يسر به النبي والمسلمون إلى مسامع زعيم قريش ، ليكون مثار خلاف فيما بين زعماء الأحزاب أنفسهم ، كما جرى لبني قريظة؟ فإنه إذا كان الأمر بالنسبة لبني قريظة لم يبعد حدود الإعلام بهدف تدمير حالة الثقة القائمة بينهم وبين المشركين ، فإن الأمر هنا أصبح أكثر واقعية ، بعد أن قطع المتفاوضون مراحل واسعة باتجاه عقد الاتفاق ، حتى لقد كتب الكتاب ، وإن لم تقع الشهادة والصلح.
إلا ان يقال : إن تسريب أمر خطير كهذا سوف يكون مضرا بالمسلمين ، لأنه يعطي للمشركين انطباعا عن ضعف المسلمين وانهيار معنوياتهم ، الأمر الذي ربما يثير لدى قوى الشرك شهية مواصلة الحصار ، ومضاعفة الضغوط للوصول بالمسلمين إلى حالة الإنهيار الكامل.
كما أن هذا التسريب لم يكن في صالح زعماء غطفان ؛ لأنه سوف يعقد العلاقات مع حلفائهم ، ويثير لهم معهم مشاكل هم في غنى عنها.
أما المنافقون : فلعلهم لم يجدوا في تسريب معلومات كهذه ما يخدم مصالحهم ، أو يفيد في إخراجهم من الورطة التي يجدون أنفسهم فيها.
١١ ـ أدب عيينة ، وغيرة ابن حضير :
ولا يفوتنا الإلماح : إلى أن عيينة بن حصن يمد رجليه بين يدي رسول