على الأحزاب من الريح.
ولعل البعض : قد حاول تعمية الأمر هنا ، لأجل أن يقلل من أهمية الإنجاز الكبير الذي حققة علي «عليه السلام» ، الذي ابتلي بأناس لا يزالون يحاولون إنكار فضائله ، وإطفاء نور جهاده الرسالي الرائد.
لماذا لن تغزوهم قريش بعد اليوم؟!
لقد أشاع المشركون بعد حرب أحد : أن المسلمين قد هزموا ، وتكبدوا خسائر فادحة ، رغم أن نهايات حرب أحد كانت كبداياتها قد أرعبت جيش الشرك ، وهزمته روحيا وعسكريا ، وإن كانت قد حصلت نكسة في أواسط المعركة ، تكبد المسلمون بسببها خسارة كبيرة.
ولكنهم بفضل جهاد علي «عليه السلام» ، ثم عودة الخلص من المسلمين للقتال قد استعادوا زمام المبادرة ، وانتهت الحرب بهزيمة المشركين وكسر عنفوانهم ، وتكبدوا هم أيضا خسائر كبيرة على مستوى القيادات وغيرها.
ولكن الخسارة التي مني بها المسلمون كانت أكبر ـ كما قلنا ـ فكان أن أشاع المشركون أنهم قد انتصروا في حرب أحد ، كمحاولة دعائية فارغة لرد الإعتبار.
ثم حزبوا الأحزاب ، وجمعوا الجموع ، واتفقوا مع يهود بني قريظة ، فانتعشت آمالهم من جديد ، وبدا واضحا لهم : أن أمر المسلمين قد انتهى ، وأصبحت المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
وقد كانت المشاركة الشاملة للقبائل الفاعلة في المنطقة تطمئن زعماء قريش ، الذين حشدوا كل ما لديهم من قوى بشرية ومادية لحسم هذا