الأمر ، والتخلص من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم.
ولكن وجود الخندق ، وحسن إدارة الرسول «صلى الله عليه وآله» لأمر الحرب معهم ، قد هيأ للمسلمين فرصة للمطاولة في أمر الحرب ، حتى مل الأحزاب طول الحصار ، وأصبحوا يواجهون مشكلات على مستوى التموين وغيره.
ثم ظهرت خلافات زعزعت الثقة فيما بين الفرقاء المؤتلفين ، حيث فسد الأمر بينهم وبين بني قريظة وكان الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» السبب في ظهورها ، حسبما أوضحناه.
ثم كان قتل علي «عليه السلام» لعمرو ، فارس الأحزاب وكبش كتيبتهم ، ولمن معه ، وفرار الباقين ، هو الضربة القاصمة لهم ، والمرعبة لقلوبهم.
وجاءت الريح لتثير في نفوسهم المزيد من الخوف والرهبة ، والإحساس بالوحشة والوحدة. حيث يجد كل منهم نفسه مسؤولا عن حفظ نفسه في مواجهة طغيان هذه الريح. ولا أحد يستطيع مساعدته والدفع عنه.
فآثروا الفرار على القرار ، خوفا من أن يبطش بهم سيف الإسلام من جديد ، دون أن يتمكنوا من لم شعثهم ، وتسوية صفوفهم. بل وحتى دون أن يتمكنوا من رؤية ما حولهم ، لأنهم أصبحوا في ظلمة شديدة ، وحالة مزرية إلى أبعد الحدود.
فكانت الهزيمة ، وكان الخزي والعار لهم ، دون أن يتمكنوا من تحقيق أي شيء سوى أنهم قتلوا أفرادا قليلين ، قد لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة وقد خسروا في المقابل ما يعادل نفس هذا العدد ، إلا أن من بينهم فارس قريش والعرب عمرو بن عبدود العامري لعنه الله.