خلاصات عن غزوة بني قريظة :
ونقدم هنا خلاصة عن غزوة بني قريظة ، إذ بدون ذلك فسيكون من الصعب لملمة خيوطها من ثنايا ما قمنا به من بحوث موسعة نسبيا ، فرضتها علينا التزاماتنا التي أخذنا على عاتقنا مراعاتها في هذا الكتاب.
ولسوف تكون هذه الخلاصة بمثابة عناوين عامة ، وكليات لن يغني الاطلاع عليها عن الاطلاع على التفاصيل ، والمناقشات ، والاستفادات ، والتحليلات التي رأينا من المناسب التعرض لها ، حسبما اقتضاه الحال ، وسمحت به المناسبة.
وما نريد أن نلمح إليه هنا هو ما يلي :
إنه قد تقدم : أنه كان بين بني قريظة وبين رسول الله «صلى الله عليه وآله» عهد فنقضوه ، فأرسل رسول الله «صلى الله عليه وآله» سعد بن معاذ وآخرين إليهم ، لاستطلاع الأمر ، فحاول سعد إقناعهم بالتخلي عن فكرة نقض العهد ، فسمع منهم ما يكره ، ولم يزدهم ذلك إلا استكبارا وإصرارا.
فلما انقضى شأن الأحزاب في الخندق ، بالهزيمة الذليلة ، بعد قتل فارسهم عمرو بن عبدود ، ومن عبر الخندق معه ، عاد النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمون إلى المدينة ، فجاءه جبرئيل فورا ، وأمره بالمسير إلى بني قريظة.