وكان «صلى الله عليه وآله» ـ على ما هو الأظهر ـ حينئذ في بيت فاطمة «عليها السلام» فدعا «صلى الله عليه وآله» عليا «عليه السلام» ، وأمره بالتقدم إلى بني قريظة في مجموعة من المسلمين ، ففعل.
ثم أمر «صلى الله عليه وآله» المسلمين بأن لا يصلوا العصر ، أو الظهر ـ على ما هو الأرجح ـ إلا في بني قريظة.
وسار «صلى الله عليه وآله» على حمار عري ، يقال له : يعفور ، حتى نزل على بئر لبني قريظة ، يقال له : بئر «أنا» بأسفل حرة بني قريظة ، وتلاحق به الناس.
وجاء المسلمون أرسالا ، ووصل بعضهم بعد العشاء الآخرة ، ومنهم من لم يكن قد صلى الظهر أو العصر بعد.
وحاصر المسلمون بني قريظة أشد الحصر ـ ودعاهم «صلى الله عليه وآله» في بادئ الأمر إلى الإسلام ، فأبوا ـ واستمر الحصار أياما قيل : عشرة أيام ، وقيل أكثر من ذلك ، وتصاعدت الأقوال إلى شهر.
وأرسل «صلى الله عليه وآله» إليهم أكابر أصحابه ، فهزموهم ، فبعث عليا «عليه السلام» فكان الفتح على يديه ، وكلموا رسول الله بالنزول على ما نزلت عليه بنو النضير ، فأبى عليهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذلك ، وأسلم ثعلبة ، وأسيد إبنا سعية ، وكذلك أسد بن عبيد ، وانضموا إلى صفوف المسلمين.
واستشار بنو قريظة أبا لبابة في النزول على حكم النبي «صلى الله عليه وآله» ، فأشار إليهم بيده إلى حلقه : إنه الذبح.
فنزلوا على حكم سعد بن معاذ.