وقيل : أقرب العوالي من المدينة ميلان أو ثلاثة (١) ، ومنها ما يكون على ثمانية أميال أو عشرة (٢).
عذر أقبح من ذنب :
ومن الغريب والعجيب ـ وما عشت أراك الدهر عجبا ـ قول العسقلاني هنا :
«أما من احتج لمن أخر بأن الصلاة حينئذ كانت تؤخر كما في الخندق ، وكان ذلك قبل صلاة الخوف فليس بواضح ؛ لاحتمال أن يكون التأخير في الخندق كان عن نسيان ، وذلك بيّن في قوله «صلى الله عليه وآله» لعمر ، لما قال له : ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب ، فقال : والله ما صليتها ، لأنه لو كان ذاكرا لها لبادر إليها كما صنع عمر ، انتهى» (٣).
وهكذا ، فإن نتيجة كلام العسقلاني هي : أن عمر كان أذكر للصلاة من رسول الله «صلى الله عليه وآله»!! وأكثر اهتماما بشأنها. ولم ينسها عمر (رغم انشغاله الشديد بأمر الحرب في الخندق حتى لقد حقق أعظم الإنتصارات فيها!! وقتل أعظم فرسانها!! وهزم الأحزاب ، وفرق جمعهم
__________________
(١) الجوهر النقي (مطبوع بهامش سنن البيهقي) ج ١ ص ٤٤١ والتمهيد ج ٦ ص ١٧٨ وراجع : شرح الموطأ للزرقاني ج ١ ص ٣٥ ووفاء الوفاء ج ٤ ص ١٢٦١ وقال : ذكره ابن حزم أيضا ونقله ابن حجر عن أبي عبيد.
(٢) التمهيد ج ٦ ص ١٧٨ وشرح الموطأ للزرقاني ج ١ ص ٣٥.
(٣) فتح الباري ج ٧ ص ٣١٦.