بسبب ضربته الكبرى ، التي تعدل عبادة الثقلين (١) ، أو انشغاله بالهزيمة والاختباء في الحديقة هو وطلحة وآخرون ، حتى فضحت أمرهم عائشة).
أما النبي «صلى الله عليه وآله» الذي لم يقم بأي شيء من ذلك : فقد نسي صلاته وذلك يعني ـ كما يريد هؤلاء أن يقولوا ـ : أن الصلاة كانت لا تمثل لدى هذا النبي «صلى الله عليه وآله» شيئا ذا أهمية رغم كونه نبي هذه الأمة وهو الأسوة والقدوة.
نعم .. هذا ما يوحي به كلام العسقلاني الذي لم يعجبه نسبة تأخير الصلاة عمدا لبعض الصحابة ، الذي قد يظهر أن بعضهم لا يجوز ـ بنظره ـ نسبة أي قصور أو تقصير إليه ، بل لا بد من الاهتمام به والحفاظ عليه أكثر من النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» ، وحتى على حساب عصمته ونبوّته.
والملفت هنا : أن مسلما يروي في صحيحه هذه القضية بصورة ليس فيها ذلك ، فيقول :
«عن عبد الله قال : حبس المشركون رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : شغلونا عن الصلاة الوسطى ، صلاة العصر ، ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا الخ ..» (٢).
__________________
(١) هذا الكلام قد جاء على سبيل التعجب والحقيقة هي أن عليا «عليه السلام» هو الذي فعل ذلك كله.
(٢) صحيح مسلم ج ٢ ص ١٢٢ ومسند أبي عوانة ج ١ ص ٣٥٦ والمنتقى لابن تيمية ج ١ ص ٢١٣ عن أحمد ومسلم وابن ماجة.