يعلم قدرات علي عليه الصلاة والسلام ، ومدى ما عنده من استعداد للتضحية والإقدام في سبيل الله سبحانه ، ومواقفه في بدر ، وصده للكتائب في أحد ، حتى نادى الملك بين السماء والأرض :
لا فتى إلا علي |
|
لا سيف إلا ذو الفقار |
وقد كانت هذه المواقف معروفة لدى النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أكثر من أي شخص آخر ، وهو الذي ربى عليا «عليه السلام» ، وعلمه وهذبه ، ودربه.
والصحيح هو : ما ذكره بعض المؤرخين حسبما تقدم وهو : أنه أراد أن يفسح المجال أمام الآخرين ، فكان يأمره بالجلوس ، انتظارا منه ليتحرك غيره. وليعلم بذلك فضله ، ويظهر زيف دعوى من سوف يحاول الدس والتشويه ، وإطلاق الدعاوى الفارغة ، لأهداف سياسية ، وغيرها.
إذن ، فنستطيع أن نلخص الأسباب في ضمن النقاط التالية :
١ ـ لكي يظهر للجميع : أن غير علي «عليه السلام» قد أحجم عن مبارزة عمرو خوفا وجبنا. ولولا أنه «صلى الله عليه وآله» أمره بالجلوس ثلاث مرات لكان من الممكن للبعض أن يدّعي : أن كل واحد من المسلمين كان قادرا على مبارزة عمرو وقتله ، لكن عليا سبقهم إلى الاستئذان لمبارزته ، رغبة منه في الثواب والأجر. وهو أمر يشكر عليه.
٢ ـ إنه «صلى الله عليه وآله» كان يريد أن يظهر للناس جميعا : أن عليهم النظر إلى بواطن الأمور ، فلا تغرهم الدعاوى العريضة والشعارات الرنانة والانتفاخات الكاذبة في حالات الأمن والرخاء. ولا يجوز أن يخططوا ويقرروا ويتخذوا المواقف استنادا إلى ذلك بل لا بد من اختبار القدرات