٣ ـ إذا كان زيد وجعفر مهتمين بابنة حمزة إلى حد الخصومة والاحتكام إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلماذا لم يذكرها أي منهما في مكة ، ولم يبادرا إلى مساعدتها للخلاص مما هي فيه؟!
٤ ـ هل كانت هذه الطفلة تتبع عمها وحدها؟ أم كان معها من يرعاها؟! وإن كانت وحدها ، فكيف تركتها أمها وحيدة تتجول في مكة ، وتتبع الخارجين منها ، دون أن تدبّر أمرها ، وترشدها إلى ما ينبغي لها أن تفعله؟!
وكيف تتركها تسافر معهم؟!
وهل سجلت اعتراضا على سفرها إلى المدينة؟!
أم أنها لم تعلم بما جرى لابنتها أصلا؟!
وربما يؤيد ذلك أن ظاهر بعض النصوص المتقدمة : أن عليا «عليهالسلام» قد تناولها ، وسلمها لفاطمة «عليهاالسلام» ، وانتهى الأمر.
فهل هذه عملية خطف أقدم عليها أعظم الخلق وأكرمهم ، ولم يراع حال والدتها المسكينة ، التي لا بد أن تبحث عن ابنتها في كل اتجاه فلا تجدها ، وسيتقطع قلبها خوفا عليها؟
وهل يتناسب هذا مع ما تفترضه الشفقة وتقضي به العاطفة في أمور كهذه؟!
__________________
ص ١٧ والتمهيد ج ١٤ ص ٢٣٩ وشرح معاني الآثار ج ٤ ص ٢٤٣ ومرقاة المفاتيح ج ٨ ص ١٧٧ وعن الإصابة ج ٤ ص ٣٨١ وعن أسد الغابة ج ٥ ص ٣٦٢ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١٥٣ وتعريف الأحياء بفضائل الإحياء للعيدروسي ج ١ ص ١١٦.