وعند الديار بكري : «فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة ، أول يوم في صفر سنة ثمان» (١).
فأنخنا بظهر الحرة ركابنا ، فأخبر بنا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فسرّ بنا ، وقال : رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ، فلبست من صالح ثيابي ، ثم عمدت إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلقيني أخي ، فقال : أسرع فإن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد سر بقدومكم وهو ينتظركم.
فأسرعنا المشي ، فاطلعت عليه ، فما زال يتبسم إليّ حتى وقفت عليه ، فسلمت عليه بالنبوة ، فرد عليّ السلام بوجه طلق ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله.
قال : الحمد لله الذي هداك ، قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير.
قلت : يا رسول الله ، ادع الله لي أن يغفر لي تلك المواطن التي كنت أشهدها عليك.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : «الإسلام يجبّ ما كان قبله».
وفي نص آخر : قال خالد : فو الله ما كان رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من يوم أسلمت يعدل بي أحدا فيما حزبه (٢).
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٦ والطبقات الكبرى ج ٤ ص ٢٥٢ وج ٧ ص ٣٩٤ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ٣٨ ص ٣٨٣.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٤٩ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٦ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٢٢٨ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ١٨٩ وج ٧ ص ٢٦٨ وعن البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٣٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٥٣.